أخبار الناظور.كوم موفد الموقع وسط حضور مكثف للفاعلين الاقتصادية والمنتخبين وممثلي الهيآت السياسية والنقابية ومكونات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المحلية, الجهوية والوطنية، احتضن موقع "طاليون" "ماروست سابقا" لقاء تواصليا أشرف عليه السيد سعيد زارو المدير العم لوكالة تهيئة موقع بحيرة "مارتشيكا" إلى جانب السيد عامل صاحب الجلالة على الإقليم السيد العاقل بنتهامي وشخصيات أخرى مدنية وعسكرية. اللقاء استهل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تلتها كلمة مركزة للسيد عامل الإقليم أكد في مستهلها مدى السعادة العارمة التي تغمره وهو يتشرف بحضور لقاء تواصلي طالما انتظرته ساكنة الناظور على وجه العموم وكافة الفاعلين الاقتصاديين والجمعويين بالإقليم. وأوضح السيد العاقل بنتهامي بأن اللقاء يهم المشروع الضخم، مشروع "مارتشيكا" السياحي والاقتصادي والبيئي المندمج، والرائد على المستوى الوطني وعلى مستوى المتوسطي. مشروع – يضيف السيد العامل – أريد له أن يكون بتبصر من صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، قاطرة حقيقية للنماء الاقتصادي والاجتماعي لهذه المنطقة، وذات جاذبية عالمية. وتقدم السيد العاقل بنتهامي بالشكر الجزيل للسيد المدير العام لوكالة تهيئة موقع بحيرة "مارتشيكا" الذي أتاح هذه الفرصة للجميع لتمكينهم من بلورة فكرة واضحة حول هذا المشروع الرائد، وهي مناسبة لتقديم توضيحات حول جوانب هذا المشروع وسط كل الشروحات، ولا شك أن اللقاء ستكلله أشغال – يقول السيد العامل – بالنجاح والتوفيق بمساهمة الحضور واستفساراتهم. اللقاء كان مناسبة للسيد عامل الإقليم ليذكر الحاضرين بأن المشاريع التنموية التي عرفها ويعرفها الإقليم أعدت على هدي التعليمات الملكية السامية وعنايته الهائلة من أجل جعل هذا الإقليم قطبا اقتصاديا حقيقيا، وأن هذه المنطقة تعيش اليوم بداية مرحلة لعهد جديد ستتحول في ظله وفي الأمد القريب والبعيد إلى قطب اقتصادي استراتيجي مهم. مشروع "مارتشيكا" يؤكد السيد العامل تبلغ كلفته الإجمالية (46 مليار درهم) أي ما يفوق 4 ملايير دولار, أو بعبارة أخرى ما يماثل الحجم الإجمالي المرصود لفائدة جميع الجماعات المنتخبة ببلادنا من رسم الضريبة على القيمة المضافة لسنتين اثنتين. السيد العاقل بنتهامي أشاد بحرارة بالعناية المولوية السامية والأبوية التي يوليها جلالة الملك لهذه المنطقية ولرعاياه الأوفياء بها. ولمزيد من التوضيح، أكد السيد العامل أن هذا المشروع المندمج سيتيح إحداث ما يفوق 80 ألف منصب شغل بصفة قارة ومؤقتة أي ما يماثل 18 في المائة من العدد الإجمالي لساكنة هذا الإقليم، وأن إنجازه يقتضي وبالضرورة الدقة، السرعة، التنسيق والتناسق بما يستدعي على المستوى التنظيمي اعتماد نمط جديد للتدبير وفق ما تمليه الحكامة الجيدة. ويأتي مشروع مارتشيكا يوضح السيد العامل في كلمته بالمناسبة في إطار نبوغ الفكر الاستراتيجي لصاحب الجلالة الذي ارتأى حفظه الله لهذا المشروع صيغة تنظيمية ترتكز على مقومات أساسية، وأضاف بأن إحداث وكالة لتهيئة بحيرة "مارتشيكا" كمؤسسة معنوية مستقلة وتعمل تحت وصاية الدولة يعتبر بحق إبداعا فكريا في تدبير الشأن العام باختيار استراتيجي كان لزاما اعتماده لبناء مشروع مندمج. وفي ختام كلمته القيمة، أكد السيد العامل أن هذا اللقاء هو حلقة من سلسلة اللقاءات التواصلية التي دأب على تنظيمها في إطار المقاربة التي نسير على هديها – يقول السيد العاقل بنتهامي – والتي تعتمد التنسيق والتشارك في تدبير الشأن العام، وأخبر الحضور بأن لقاء تواصليا مقبلا ستكون الناظور على موعد معه وهذه المرة يهم الصناعة التقليدية في الإقليم. بعد ذلك أخذ الكلمة السيد سعيد زارو المدير العام لوكالة تهيئة موقع بحيرة مارتشيكا حيث أشار في بدايتها إلى أن مشروع مارتشيكا، هو ورش طموح يحضى بكامل الرعاية من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ويشكل رافعة للتنمية ببلادنا وأحد نماذج المشاريع المندمجة التي أعطى جلالته انطلاقتها. وتحدث السيد المدير العام عن الجانب المتعلق بالمحافظة على البيئة وهو ما يوصي به جلالة الملك مستحضرا خطابا لجلالته بمناسبة عيد العرش لسنة 2009, مشيرا إلى أن الدولة وفرت مليار و 500 مليون درهم لتنظيف بحيرة مارتشيكا. وأكد السيد سعيد زارو بأن المغاربة أقوياء لإنجاح هذا المشروع المغربي، الذي يريده جلالة الملك مشعلا يضيء في البحر الأبيض المتوسط معلنا أن سنة 2012 ستعرف نهاية أشغال تنقية هذه البحيرة. بعد ذلك قدم السيد المدير العام لوكالة تهيئة موقع بحيرة مارتشيكا حصيلة عن الانجازات التي تمت بالبحيرة، تلاه عرض مختصر حول مخطط عمل الوكالة ومشاريعها تخلله تقديم شريط وثائقي حول أعمال الوكالة في تنظيف البحيرة ليخلص السيد زارو إلى الرغبة في العمل من أجل تحقيق منطقة سياحة بيئية. وأشار السيد المدير العام إلى اشتغال مكاتب دولية مهمة، منها الأمريكية ومكتب للدراسات فرنسي بالإضافة إلى خبراء نمساويين لهم تجربة واسعة في مجال الحفاظ على البيئة، وأن المنطقة المعنية ستتوفر على أكبر منتزه للطيور في البحر الأبيض المتوسط مما سيستقطب أعدادا وافرة من السياح المعجبين بالطيور. كما سيتم في إطار هذا المشروع الضخم إنجاز مدينة عصرية ببني أنصار تكون في مستوى استقبال الوافدين على بلدنا من ميناء بني أنصار، حتى يحس الجميع أنه دخل إلى بلد عظيم إسمه المغرب. وسيتم توفير 100 ألف سرير فندقي ومنزلي وسكن تشرف عليه شركات التسيير. كما سيتم إعادة تهييئ كورنيش الناظور مع تخصيص طريق خاصة بالدراجات، وإعادة تهيئة كل من المدينة القديمة للناظور وحي ترقاع وبوعرورو وتهييئ ميناء بني أنصار حتى يكون قادرا على استقبال البواخر الكبيرة. المساهمة في تأهيل قطاع الصيد البحري وتطوير البيئة الفلاحية وإنجاز أعمال ثقافية وفنية وتشجيعها هي من انشغالات الوكالة يؤكد السيد سعيد زارو. وبعد أن أشار إلى برمجة لقاءات تواصلية مع سكان مختلف أنحاء الإقليم، شدد السيد سعيد زارو في ختام كلمته على ضرورة العمل الجماعي لإنجاح هذا الورش الطموح.