أكد سفير فرنسا بالمغرب، السيد برونو جوبير، مساء أمس الأربعاء بالرباط، أن الشبكة الثقافية الفرنسية بالمغرب تعكس عمق العلاقات القائمة بين البلدين. وأشار الديبلوماسي الفرنسي خلال ندوة صحفية خصصت لإعطاء انطلاقة "الموسم الثقافي الفرنسي في المغرب سنة 2011"، إلى أن هذه الشبكة التي تتألف من 13 مؤسسة (معاهد ورابطات) تعد "استثنائية ومنقطعة النظير على المستوى الدولي ". وأكد السيد جوبير في معرض حديثه عن الموسم الثقافي الفرنسي بالمغرب 2011 ، أن الأمر يتعلق ببادرة فريدة، ذلك أن هذا الموسم يتميز ببرنامج مشترك على مستوى المملكة، أي على صعيد 13 مدينة التي تتواجد فيها هذه المؤسسات، مبرزا أن موسما متميزا يظل السبيل الوحيد إلى تقديم إبداعات فنية وثقافية مغربية ذات جودة عالية، ولاسيما تلك التي تمخضت عن التعاون الفرنسي المغربي. وتابع السفير، أن هذه البرمجة الموحدة تمكن أيضا من توحيد كفاءات ومواهب هذه المؤسسات وتعبئة الفاعلين الثقافيين الفرنسيين ، وهو الأمر الذي قد لا تنجح في تحقيقه ، بالضرورة ، مؤسسة لوحدها منفردة، مضيفا أن هذه البرمجة المشتركة للمعاهد ستمكن من إقامة شراكات مع المقاولات والمؤسسات المعنية بالنهوض بالحياة الثقافية. من جهة أخرى، أبرز السيد جوبير أن هذا الموسم ينتظم حول أربعة فقرات رئيسية هي "السيرك" و "الرقص" و "الصورة"، و "كتاب/نقاش الأفكار"، مشيرا إلى أن كل موضوع من هذه المواضيع يشمل العديد من الأعمال التي تبرز الشراكة بين المغرب وفرنسا. على صعيد آخر، أشاد سفير فرنسا بالمغرب بالتزام الشركاء المغاربة بانجاح هذا الموسم، مستشهدا في هذا الصدد بدعم مندوبيات وزارة الثقافة والولايات والبلديات. وأكد أن برنامج "الموسم الثقافي الفرنسي في المغرب سنة 2011" لن يكون على حساب المواكبة التي تخص بها فرنسا الأعمال الفنية لكبار الفاعلين الثقافيين المغاربة، كما أنه لن يحجب كليا البرمجة شبه اليومية لمؤسسات الشبكة الثقافية الفرنسية بالمغرب. وشدد على أن تجميع العمل الثقافي للشبكة الفرنسية سيتواصل مستقبلا، مسجلا أن المؤسسات الثقافية الفرنسية ال13 بالمغرب ستتكثل سنة 2012 في إطار معهد فرنسي كبير على مستوى المملكة، وذلك في إطار إصلاح الفعل الثقافي الفرنسي في الخارج الذي بدأ العمل به سنة 2010. ويعد الموسم الثقافي الفرنسي بالغرب بتنظيم مجموعة من الأنشطة الفنية والفرجوية انطلاقا من المسرح، والموسيقى، مرورا بالسينما والسيرك والمعارض، إضافة إلى محاضرات حول مواضيع مختلفة. وفي ما يتعلق بالسيرك، تعيد المدرسة الوطنية للسيرك "شمسي" اكتشاف الأسطورة الأمازيغية "إسلي وتسلي" (العريس والعروسة) من خلال تقديم عرض للسيرك المعاصر، والرقص والموسيقى. ولم تهمل هذه البرمجة الفن التشكيلي حيث من المنتظر تنظيم العديد من المعارض وعلى الخصوص معرض "التحول والخلود للأمير الصغير" من أجل إعادة اكتشاف هذا العمل الذي أعده أنطوان سان-اكزوبري، و "التنوع" لخوانا رودريغيز ، و"البوصلة"، من أجل تاريخ الرسم في المغرب" الذي يروي الأحداث البارزة الخاصة بالرسم في المغرب لدولاكروا للفنانين المعاصرين. وأعدت عدة أعمال لعشاق السينما والأفلام الروائية ، منها على الخصوص "كوباكابانا" لمارك فيتوسي ، و"عايشين يوميات غزة" وهو فيلم وثائقي لنيكولاس فاديموف ، و"فينوس الأسود" لعبد اللطيف كشيش و"خارج القانون" لرشيد بوشارب. ومن المنتظر أن تقام عدة محاضرات خلال السنة الجارية، من ضمنها محاضرة تحت عنوان "التاريخ المضاد للفلسفة"، والتي سيلقيها ميشيل أونفراي و "عندما تتحول الأم إلى أب" ليوسف الفاسي الفهري.