أعلن أمس الثلاثاء بالرباط، أن الدورة الرابعة لميديز ستنظم ما بين 16 و19 نونبر بطنجة حول موضوع " الجنوب في الحكامة العالمية في القرن 21". وأوضح أعضاء بمعهد أماديوس، خلال ندوة صحفية خصصت لتقديم استراتيجية المعهد خلال 2011، أن اختيار هذا الموضوع يجد مبرره في الفشل المسجل على مستوى الحكامة الدولية، في تقنين العولمة وتسوية النزاعات في ظل ظرفية تتسم بالخروج من الأزمة الاقتصادية وتنامي الأزمات السياسية. وأضافوا أن الدورة الرابعة ستمكن من جرد حصيلة مجموعة 20 بمدينة (كان) وتعزيز مساهمة بلدان الجنوب في تعميق الاصلاحات من اجل " نمو قوي مستدام ومتوازن". وأعلنوا أيضا عن تنظيم خلال سنة 2011 لندوة اقليمية حول العنف المسلح والتنمية بالنظر للأهمية التي يحظى بها هذا الموضوع الأساسي بالنسبة للأمن والاستقرار بمنطقة الساحل وشمال افريقيا والشرق الاوسط، مشيرين إلى أن هذا اللقاء سيمكن من فهم أفضل ومواجهة مشكل العنف المسلح الذي يشكل في آن واحد سببا ونتيجة للتخلف. وأعلن معهد أماديوس أيضا عن إحداث جمعية مواطنة تحمل اسم " مغرب القرن 21" والتي سيكون هدفها خلق حركة للمواطنين الذين يرغبون التبادل والانخراط والالتفاف حول مشروع : المشاركة الفعالة في الاقلاع الذي يشهده المغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وستكون هذه الجمعية مفتوحة في وجه أعضاء يتم اختيارهم بناء على معايير الانخراط المواطن والمستوى الفكري أو الاقتصادي كما ستمكن في نفس الوقت من الاسهام في النقاش العام وايضا في تقديم قيم مضافة لابحاث معهد اماديوس. وتهدف استراتيجية 2011 ايضا الى جعل هذا المعهد أحد مراكز التفكير الاساسية في العالم الصاعد، عبر دعم مركز التحليل والنشر، المختبر الحقيقي للبحث بالنسبة للمعهد. كما سيقوي مركز التحليل في الاشهر المقبلة أبحاثه في اطار ستة مواضيع كبرى تخصص فيها معهد اماديوس سنة 2010 وهي : الطبقة المتوسطة والحركية الاجتماعية ، النمو الاقتصادي والاندماج الاقليمي، التعاون المشترك: التعاون شمال-جنوب، الوقاية من النزاعات والامن، الحكامة الجيدة والمواطنة، التنمية المستدامة والنجاعة الطاقية. وذكر المعهد ان محمد ولد محمدو المتخصص في علم السياسة ودبلوماسي موريتاني سابق قد انضم الى هذه المؤسسة للمساهمة في تطوير ابحاثها ، مذكرا ان هذه الاخير قام خلال السنوات الاخيرة بادارة الدبلوماسية الموريتانية والتعاون مع جامعات ذات صيت عالمي كهارفورد ومعهد الدراسات العليا الدولية والتنمية بجنيف. ويهدف المحور الثاني للاستراتيجية إلى تعزيز مكانة المنتدى العالمي ميديز، كملتقى أساسي لصناع القرار السياسي والاقتصادي للجنوب. وسيجسد منتدى ميديز، الذي أضحى واحدا من أكبر الملتقيات في قلب منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا (أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا) حضوره كفضاء أساسي للتبادل شمال - جنوب - وجنوب - جنوب. ووفق نفس النموذج لسنة 2010 ، فقد تم إحداث خارطة طريق حقيقية تتمثل في جولة دولية وإجراءات المتابعة والتوصيات والتحاليل المنبثقة من ميديز 2010. وقال رئيس المعهد ابراهيم الفاسي الفهري، بهذه المناسبة، إن المنتدى نجح في أن يتحول، على مدى الدورات، إلى موعد سنوي دولي للقرارات والنقاش، مشيرا إلى أن الموضوعات التي تمت مناقشتها تدل على مناخ الحرية الذي يسود المملكة وعلى أن المغرب يتحرك. وأكد أيضا أن المواضيع التي اختارها منتدى الجنوب هذا، تكتسي أهمية خاصة للدول الناشئة وشركاء المغرب، معتبرا أن عدد المداخلات التي تقارب 200 تدل على نجاح هذا المشروع. وأوضح في معرض تطرقه لاستراتيجية المعهد لسنة 2011، أن هذه الأخيرة تستند على التأثير من أجل تحصين المكتسبات والاستباق في التحليل ومعالجة الاشكاليات المستقبلية.