تم مساء أمس الاثنين تكريم اثني عشر من رجالات المقاومة ضد الاستعمار في العاصمة العلمية وذلك بمناسبة تخليد الذكرى 67 لانتفاضة 31 يناير 1944، التي اندلعت بفاس وعدد من الحواضر المغربية في وجه السلطات الاستعمارية. ويعد هذا التكريم الذي ترأسه السيد مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، التفاتة معنوية تجاه نخبة من رجالات الحركة الوطنية الذين أشعلوا جذوة الكفاح الوطني بمدينة فاس، في المرحلة التي تلت التوقيع على وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944. وذكر السيد الكثيري بالاهمية التاريخية التي تكتسيها أحداث 29، 30 و 31 يناير بفاس ومدن أخرى حيث عكست تجاوب جماهير الشعب المغربي مع اللحظة الخالدة لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال التي تبعتها حملة اعتقالات ومطاردات من لدن السلطات الاستعمارية ضد رجالات الحركة الوطنية. وقال المندوب السامي إن الأمر يتعلق بمحطة تاريخية مضيئة لم تنل حظها من التحقيق التاريخي مؤكدا ان المندوبية تبذل جهودا مضنية من أجل تدوين مختلف محطات الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال. وأضاف أن الهبة الجماهيرية على مدى الأيام الثلاثة الأخيرة ليناير 1944 حققت تطلعات الموقعين على الوثيقة وجسدت رسالة قوية لسلطات الحماية كما نطقت بعمق الميثاق المقدس بين العرش والشعب. ورغم شراسة ردود الفعل القمعية من لدن قوات الحماية –يقول السيد الكثيري- فان جذوة الغضب الشعبي لم تخمد بل اتسع نطاق الانتفاضات العارمة بفاس ومدن أخرى، والتي جوبهت باعتقالات واسعة ومحاصرة الأحياء الشعبية وقطع سبل التموين والتيار الكهربائي والماء الشروب، وهو ما لم يزد أحرار المغرب الا إصرارا وصمودا من أجل تحقيق مطالب الشعب المغربي. وأكد السيد الكثيري، في اللقاء الذي عرف حضورا مكثفا لقدماء المقاومين وأجيال مختلفة من ذويهم وأقاربهم، على ضرورة تخليد ذاكرة الكفاح الوطني وترسيخ دروس وعبر الوفاء والنضال في وعي الشباب لحمل رسالة العمل الوطني من أجل مستقبل المغرب وكرامة أبنائه.