عقد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية السيد نبيل بنعبد الله، الذي يقوم بزيارة لفرنسا تستغرق يومين، مساء أمس الاربعاء لقاء مع رئيس حزب اليسار الفرنسي السيد جان لوك ميلونشون الذي اتفق معه ،بالخصوص، على تطوير "علاقات أكثر جوهرية " بين الحزبين. واتفق الجانبان خلال لقاء عمل بباريس، شارك فيه على الخصوص السيد آلان بيون نائب رئيس الجمعية الوطنية سابقا والمسؤول الحالي ل"مغرب- مشرق" بحزب اليسار، وكذا الناطقة باسم الحزب السيدة راكيل غاريدو، على ضرورة تنسيق جهودهما على الساحة الأرو متوسطية. وذكر السيد بنعبد الله، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا اللقاء شكل مناسبة لمناقشة "الاهتمامات المشتركة للحزبين ذات الصلة بمستقبل اليسار في العالم، ولكن أيضا بالفضاء الأرو متوسطي، والمغاربي، والمغربي". وأشار السيد بنعبد الله إلى "تطابق" رؤى الحزبين حول "قضايا ذات الاهتمام الدولي"، وكذا ضرورة تمكن حزب التقدم والاشتراكية وحزب اليسار الفرنسي من تطوير "علاقات أكثر جوهرية". وأبرز أنه "ينبغي أن نأخذ بعين الاعتبار أن السيد جان لوك ميلونشون هو اليوم مرشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية في 2012، ومن ثمة يهمنا كحزب التقدم والاشتراكية تطوير علاقات متميزة مع حزبه". وأضاف أنه في هذا الاتجاه "من المفترض أن نشتغل معا حول لقاءات في الفضاء المتوسطي، ونأمل من جهتنا أن يقوم السيد جان لوك ميلونشون بزيارة الى المغرب، مما سيمكنه من لقاء مسؤولين سياسيين مغاربة". من جهته، ذكر السيد ميلونشون أن حزبه مرشح لتنظيم أول تجمع لليسار المتوسطي بمارسيليا، وأن حزب التقدم والاشتراكية أعرب عن استعداده لاحتضان تجمع ثان بالمغرب". وأضاف ميلونشون أنه سيدرس "باهتمام كبير" دعوة السيد بنعبد الله لزيارة المغرب، وقال إنه "من المؤثر بالنسبة لي أنه في السنة التي أتقدم فيها لرئاسيات بلدي، يمكنني أن أذهب لملامسة مسقط الرأس". ووصف السيد ميلونشون، الذي ولد بطنجة، التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها المغرب بالمهمة، مسجلا أن المغرب "يعرف نموا اقتصاديا قويا". وقال في تصريح للوكالة "إننا ننظر بإيجابية الى المبادرات الإصلاحية التي لها مضمون اجتماعي" في إشارة إلى الورش الاجتماعي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. كما اشاد هذا القيادي في حزب اليسار الفرنسي ب"التطورات الإيجابية" التي تحققت من خلال مدونة الأسرة، مسجلا أن "المجتمع المغربي منفتح على الحداثة ولم يقبل أبدا التمييز بين الجنسين". وبخصوص قضية الصحراء، أكد السيد ميلونشون أن حزبه يسجل "الجهود" التي يبذلها المغرب لايجاد حل للنزاع من خلال مخطط الحكم الذاتي الموسع المقترح للتفاوض منذ 2007. وأضاف "إننا ندعم الجهود من أجل حل سلمي مقبول من طرف المجموعة الدولية، وموافق عليه من طرف السكان"، مبرزا أن "التفاوض، بما فيه الذي يجري حاليا بشكل غير رسمي (تحت إشراف الأممالمتحدة) يبدو لنا الطريق الوحيد المعقول من أجل وضع حد لهذا النزاع وتوفير أسس السلام بالنسبة للسكان ". من جهة أخرى، قام السيد بنعبد الله بتنشيط محاضرة، أول أمس الثلاثاء ببوردو (جنوب غرب)، حول دينامية الإصلاحات بالمغرب، نظمت بمبادرة من تلاميذ ثانوية سانت ماري غراند لوبرون (أقسام تحضيرية)، الراغبين في معرفة أفضل لواقع التنمية بالمملكة. واستعرض السيد بنعبد الله أمام تلاميذ وأساتذة الثانوية وممثلي الجالية المغربية ببوردو أهم الإصلاحات التي شهدها المغرب خلال السنوات الأخيرة في مختلف الميادين الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وأبرز في المجال الاجتماعي الخطوط العريضة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والجهود المبذولة لفائدة النساء وخاصة باعتماد مدونة الأسرة، كما توقف بصفة خاصة عند التدابير المتخذة لتوسيع فضاء حرية التعبير وحقوق الإنسان، مشيرا بهذا الخصوص إلى تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة وإصلاح الإعلام السمعي البصري. كما أبرز السيد بنعبد الله الجيل الجديد من الإصلاحات التي تحتاجها البلاد لإعطاء دفعة جديدة لمسيرة الدمقرطة والبحث عن العدالة الاجتماعية. وقد جرى إلقاء المحاضرة بحضور القنصل العام للمغرب ببوردو السيد فضل الله محمد فلات.