1-2010- "كتاب الزمن الكبير" و"حياكة الزمن " " برج" و" وفلك" هي من بين العناوين التي تقدم صورة واضحة عن منحوتات الفنانة والنحاتة الفرنسية نيزا شوفينمان التي تعرض إلى غاية الخامس من فبراير المقبل ب"دار الفنون" بالرباط. منحوتات تحلق فيها شوفينمان بكائناتها في عوالم لا متناهية ، كائنات "متعبة" و"قلقة" كما يروق لليزا شوفنمان أن تصفها، منحوتات اختارت لها شوفينمان عنوان "تواريخ الإنسان" وهي ترصد فيها هذا الإنسان في اللازمن.
تقول شوفينمان عن آخر أعمالها ، خاصة " الدابة" و"الحصان" و"الجمل" إنها كائنات في بحث مستمر ودائم عن "شيئ ما ومكان آخر" يحملها بعيدا "فرادى أو جماعات" إنها كائنات "مسؤولة عن وحدتها".
ويقدم المعرض ، الذي ينظمه المركز الثقافي الفرنسي بشراكة مع "مؤسسة أونا" والمعهد الفرنسي بطنجة، بالإضافة إلى المنحوتات ، لوحات فنية ومجوهرات من تنسيق شوفينمان، وهو ما يكمل الصورة المبتكرة والمبدعة لرؤية الفنانة للعالم.
وقد استلهمت الفنانة أعمالها النحتية، التي جسدتها من الخشب الممزوج بالبرونز، من الثقافة الشرقية التي تشبعت بها . كما تنضح منحوتاتها بروافد تحيل على حضارة بلاد الرافدين ( منحوتات تحمل أسماء من قبيل " المعراج الكبير " وبابل " " الحصان" و "الجمل " )، وفي الآن ذاته تعد أعمالها صورة حية للازدواجية الثقافية.
وتحضر المرأة كذلك في أعمال شوفينمان، حيث تعتبر نيزا " أن المرأة تجسد الإنسانية الشاملة وهي أفضل معبر عن تاريخ الإنسان".
وبعد أن تلقت دروسا في الفنون الجميلة بالقاهرة، انتقلت الفنانة نيزا، المزدادة بمصر، إلى فرنسا لدراسة علم النفس، وتزوجت هناك بجون بيير شوفينمان (وزير أول فرنسي أسبق).
وسبق لليزا أن عرضت بدار الفنون بالدار البيضاء ما بين 12 نونبر و25 دجنبر الماضيين، وبمكناس قبل أن تعرض برواق دولاكروا بطنجة.
وقد عرضت أعمال النحاتة نيزا بكل من باريس وليون وستراسبورغ وبياريتس وبروكسيل وأثينا ومكسيكو ومدريد وميلانو وموناكو وبيروت، وكذا بمتحف الفنون الجميلة بتايوان، بالإضافة إلى مشاركتها في تظاهرتي البينالي بشانغهاي وبكين.