يحتضن قصر فرساي أول معرض على نطاق واسع مخصص للملك لويس الرابع عشر، الذي اشتهر في التاريخ بدمويته، وبقولته الشهيرة « الدولة أنا ».. وهو المعرض الذي تعرض فيه اللوحات والمنحوتات والاثاث والحلى التي ساعدت أشهر ملوك فرنسا على تأسيس عظمته. احتاج معرض «لويس الرابع عشر الرجل والملك»، الذي يستمر حتى السابع من فبراير، إلى سنتين من التحضير ويجمع 300 قطعة لم يعرض بعضها في فرسا منذ الثورة في العام 1789. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن جان جاك أياغون مدير قصر فرساي الذي اتته فكرة عرض «بورتريه ثقافي» للملك في العام 2007، قوله انه على الصعيد السياسي ينتمي لويس الرابع عشر الى نظام ولى عليه الزمن. لكن من خلال الفنون والثقافة لا يزال ينتمي الى صفوفنا. ولد الملك عام 1683 وتربع على العرش في سن الرابعة واستمر فيه حتى وفاته عام 1715 في سن السادسة والسبعين وهو امر نادر. وقد خاض ثلاث حروب كبيرة وتزوج مرتين في حين كانت فرنسا القوة العظمى في اوروبا. ويوضح ايغايون «لطالما احب لويس الرابع عشر كل ما هو جديد. وكان على الدوام يهدم ما كان قد بناها للتو لاعادة هندسته ليتماشى مع اخر الصيحات». ويضيف «كان يرتدي ملابسه المخملية السوداء وقد غطاها بالماس ليخلف انطباعا قويا»، مؤكدا أنه «لم يكن يتردد في إظهار انه أعظم ملك في العالم». يبدأ المعرض باحد الاعمال المفضلة لدى الملك: تمثال نصفي من الرخام للنحات جان لورينز يظهر لويس الرابع عشر في سن الثانية والسبعين معتمرا شعره المستعار بعقصاته الشهيرة وعيناه شاخصتان الى البعيد. ومن محاور المعرض الاساسية صناعة الاسطورة كما تظهر منحوتة "ابولو والحوريات" المؤلفة من سبعة اجزاء وتحمل توقيع فرنسوا جيراردون وهي اهم منحوتة في عهد لويس الرابع عشر. واعار متحف اللوفر اشهر رسم للويس الرابع عشر يظهر فيه واضعا رموز سلطته: عباءة تنصيبه الرزقاء المزينة بازهار الزنبق وسيف شارلمانيه وصولجانه. ويلفت النظر في المعرض رسم للويس الرابع عشر صنع من قناع من الشمع يعود الى العام 1705 على الارجح يظهر فيه الملك من دون اسنان وضعيفا في سن الخامسة والستين وكأنه يقاوم الشيخوخة. وطيلة فترت حكمه اظهر لويس الرابع عشر شغفا بالموسيقى وكان حتى سن الثاني والثلاثين راقصا رائعا قد شارك بدور ابولو في عرضين لرقص الباليه في 1653 و1662. وكان لويس الرابع عشر كراعي للفنون وجامعا لها، يقوم بزيارات الى محترف فنان او الى ورش بناء في اطار نشاطاته اليومية. ويقول القيمان على المعرض الكسندر مارال ونيكولا ميلفانوفيتش أنها المرة الاولى التي يحاول فيها قصر فرساي ان يتناول جوهر لويس الرابع عشر في معرض كبير. وكانت المعارض السابقة تكتفي بتناول أحد أوجه «الملك الشمس».