تم الإعلان عن افتتاح معرض "عبق الصداقة": المراسلات الدبلوماسية العربية في الأرشيف الإسباني بين القرن 13 والقرن السابع عشر. في قصر "البيرييس" في مدينة برشلونة، الذي يضم مقر أرشيف تاج أراغون. وقد ترأس حفل الافتتاح المدير العام للكتاب والأرشيف والمكتبات في وزارة الثقافة الإسبانية، روخيليو بلانكو. ويضع المعرض، الذي سيستمر إلى غاية نهاية شهر يونيو، رهن إشارة المتخصصين وعموم الجمهور مجموعة منتقاة من الوثائق التي تؤكد عراقة وقدم العلاقات الدبلوماسية وروابط الصداقة التي كانت تجمع منذ العصور الوسطى بين الملوك المسيحيين في شبه الجزيرة الإيبيرية وزعماء البلدان الإسلامية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. ويضم المعرض مجموعة من الرسائل المكتوبة باللغة العربية ما بين القرنين الثالث عشر والخامس عشر، من قبل ملوك مملكة أراغون إلى ملوك وأمراء الدول المتواجدة اليوم في المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر، والتي تم حفظها في أرشيف تاج أراغون، إضافة إلى وثائق لا تقدر بثمن من الفترة ما بين القرن الرابع عشر والقرن السابع عشر، المحفوظة في أرشيف "سيمانكاس". وتعتبر الوثيقة الأقدم رسالة من الأزرق، حاكم مدينة بلنسية، إلى الملكة "يولس"، عقيلة ملك أراغون خايمي الأول، تتضمن نيته إيفاد سفراء لإعادة ربط الاتصال مع زوجها، أما الوثيقة الأحدث، فهي رسالة من تيموراد الأول، ملك كرخيتي وكارتلي (جورجيا)، يقترح فيها على ملك إسبانيا فليبي الرابع القيام بهجوم مشترك ضد العثمانيين، مقابل تنصيبه ملكا لبيزنطة. هذا ولا تهدف وزارة الثقافة الإسبانية من تنظيم هذا المعرض، بتعاون مع أرشيف تاج أراغون وأرشيف "سيمانكاس"، إلى التعريف بهذا الجزء الغني من التراث فحسب، بل يندرج أيضا في إطار دعم اختيار مدينة برشلونة مقرا للأمانة العامة الدائمة للاتحاد من أجل المتوسط، والمساهمة في حوار الحضارات. فبعيدا عن نظريات الصراع والمواجهة المقيتة، تطالعنا بعض الفعاليات مثل هذا المعرض، تذكرنا أن حوض البحر الأبيض المتوسط جسر مائي وليس سدا مائيا يفصل ضفتيه، وأن التاريخ المشترك عميق وكبير لا ينكره إلا جاحد، ولا يعقل أن يكون تاريخ مواجهة، بل إن فترات التواصل المبدع والبناء هي القاعدة، وما عدا ذلك هو الاستثناء.