الحسيمة- تاونات، أمس الجمعة، لقاء خصص لبحث إمكانية الاستثمار والتعاون بين المغرب وهولندا، بمشاركة وفد يمثل المعهد المغربي - الهولندي الذي يقوم بزيارة للمملكة تستمر إلى غاية 16 يناير الجاري. وفي هذا الإطار، عبر والي الجهة عامل إقليمالحسيمة، السيد محمد الحافي، عن اعتزاز المغرب بالتعايش القائم بين المغاربة والهولنديين، والذي يتجسد في تواجد مسؤولين من أصل مغربي في مواقع القرار بهولندا، ويترجم الانفتاح على المجتمع الهولندي واندماج الجالية المغربية بهذا البلد. وأشار إلى أن المغرب الذي يعيش في جو الحريات والديمقراطية والانفتاح والثقة والحكامة الجديدة في السياسات العمومية، يعرف أوراشا كبرى في جميع ربوعه وحركة ودينامية في ميدان التعمير والبنية التحتية رغم الأزمة الاقتصادية التي يعرفها العالم، مبرزا مؤهلات الإقليم الطبيعية والتي تتمثل في شريط ساحلي طوله 70 كلم وغابات كثيفة وجبال وأنهار، إلى جانب الإكراهات التي يعرفها الإقليم الذي يتميز بتضاريسه الوعرة. وأبرز أن الإقليم الذي تبلغ ساكنته 400 ألف نسمة منها 70 بالمائة في العالم القروي، والتي تعتمد على الفلاحة وتربية المواشي والنحل، أصبح يتوفر على مطار بجميع المواصفات الدولية وميناء ومعاهد ومدارس عليا وطريق ساحلي يربط وجدة بطنجة عبر الحسيمة، فضلا عن الطريق السريع (147 كلم) التي ستربط إقليميالحسيمة وتازة، والتي ستنطلق أشغالها في الأسابيع المقبلة، إلى جانب منطقة الأنشطة الاقتصادية بالجماعة القروية آيت قمرة وبعض المشاريع السياحية الكبرى، منها على الخصوص، مشروع كيمادو والصفيحة وكلايرس. وأكد السيد الحافي خلال هذا اللقاء، على ضرورة إحداث خلية للتفكير تضم أعضاء من الولاية والمركز الجهوي للاستثمار وغرفة التجارة والصناعة والخدمات والمعهد المغربي الهولندي، من أجل إنعاش الاستثمار بالإقليم وجعله قطبا سياحيا بامتياز. من جانبه، تطرق مدير المركز الجهوي للاستثمار السيد عبد الحميد المزيد، إلى دور المركز في خلق حركية اقتصادية للمنطقة وإعطاء دينامية جديدة للاستثمار ووضع ميكانيزمات وخطط لجلب رؤوس الأموال الوطنية والأجنبية والنهوض بالمنطقة، مبرزا أن من أهداف المركز إنعاش قطاع الاستثمار عبر تطوير مقاربة معمقة لفهم "سوق الاستثمار" بالجهة. وفي هذا السياق تم تقديم عرض حول المؤهلات الاقتصادية للجهة، والتي من شأنها أن تساهم في بلورة إستراتيجية إنعاش الاستثمار بهذه المنطقة، وكذا التعريف بالموارد والآليات التواصلية الملائمة لخصوصيات وطبيعة المنطقة، إضافة إلى تعريف وتقييم الحاجيات الراهنة للمستثمرين المحتملين، واقتراح عرض استثماري ملائم في طبيعته مكانا وزمانا. من جانبه، أشاد رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات السيد المكي الحنكوري، بهذه المبادرة التي تشارك فيها جالية مغربية من أباء المنطقة، والتي تسعى جاهدة إلى نقل الخبرات والتكنولوجات الحديثة إلى بلدهم الأصلي، معربا عن استعداد الغرفة لتقديم جميع الخدمات والإمكانيات المتاحة لتسهيل مساطر الاستثمار بتعاون مع المركز الجهوي للاستثمار. من جهته، قال رئيس الوفد وعضو المعهد المغربي- الهولندي السيد عبد الحميد العايدي، إن هذا اللقاء يندرج في إطار بحث سبل التعاون والتواصل بين المغرب وهولندا، والتعرف عن قرب على التطورات التي عرفها المغرب في مجال حقوق الإنسان والمرأة، مؤكدا على رغبة رجال الأعمال الهولنديين والمغاربة في الاستثمار بالإقليم. وأوضح أن الوفد الذي يضم رجال أعمال وباحثين مغاربة وهولنديين، اطلع خلال هذا اللقاء على مجموعة من المشاريع التنموية المنجزة والموجودة في طور الإنجاز، فضلا عن المجالات التي توفر فرص الاستثمار كالبناء والأشغال العمومية والفلاحة والسياحة والصناعة التقليدية والغذائية.