صدر مؤخرا كتاب جديد بعنوان "مثلث سوس وأكادير" تحت إشراف السينمائي ورجل الاتصال إدريس المريني. ويروم هذا المؤلف (صدر عن إنتاج. كوم) و الذي يعتبر ثمرة عمل جماعي تطلب عدة سنوات، أنجزه باحثون وأساتذة مرموقون، "التعريف بشكل أفضل بجهة سوس خاصة لؤلؤتها أكادير، وتقييم مختلف الوقائع". ويبرز هذا العمل الغني بالصور، والذي يغطي عددا من الجوانب ، التاريخ ، الأصالة، و التقاليد وغنى الموروث الثقافي والفني، والاقتصاد، و المنتوجات المحلية. كما يبرز الوسيلة التي استطاعت بها مدينة أكادير أن تنبعث من الرماد مثل العنقاء والسير قدما نحو المستقبل والحداثة. فسوس ليست فقط جهة، إنها عوالم من التاريخ والثقافة والجمال، والتراث والأنفة والقيم المرتبطة بالأرض، فأرض سوس ما فتئت تبهر زوارها وهي التي عرفت عبر مر القرون كيف تحافظ على كنوزها الثمينة. وجاء في تقديم السيد عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والرئيس السباق لجهة سوس - ماسة - درعة، لهذا المؤلف أن هذه المنطقة، التي تضم 5ر10 في المائة من سكان المغرب، تزخر بثروة ثمينة سواء على المستويات التاريخية والثقافية والاقتصادية، أو على أصعدة أخرى. ويعتبر السيد أخنوش أن هذا العمل يشكل مناسبة استثنائية لاكتشاف "سوس - ماسة - درعة بكل بهائها وثرائها، من خلال تقفي تاريخ هذه الجهة، مبرزا أن الكتاب، الذي يعد ثمرة عمل وبحث جاد، يسلط الضوء على الموروث الثقافي والتاريخي لمدنها، بل ويذهب إلى المناطق البعيدة عبر السهول الشاسعة لسوس. ويهتم الجزء الأول من هذا الكتاب، الذي قسم إلى جزئين رئيسيين، ب"مثلث سوس"، خاصة تاريخه و إمكاناته وتراثه، فضلا عن المشاكل التي على الجهة أن تواجهها، من قبيل الموارد المائية. ويتطرق هذا الجزء إلى الساحل الأطلسي، والمنتزه الوطني سوس- ماسة وأكلو (قرب تزنيت)، وسواحل سوس، والأزياء والمجوهرات ، وأحواش والمنتجات المحلية (أركان والموز، والصبار، والزعفران...). وخصص الجزء الثاني لمدينة أكادير، والهزة الأرضية التي دمرت هذه المدينة في عام 1960، ثم إحياء المدينة بعد إعادة إعمارها بفضل الإرادة النيرة لجلالة المغفور له محمد الخامس وللساكنة. وكان جلالة المغفور له محمد الخامس قد قال حينها " لئن حكمت الأقدار بخراب أكادير، فان بنائها موكول إلى إرادتنا وعزيمتنا" . وهكذا جسد إعادة بناء أكادير، أربع سنوات فقط بعد الاستقلال، نموذجا للتضامن الوطني الذي سمح بإعادة بناء عاصمة جهوية حديثة، ورمزا للحداثة ورهانا على المستقبل. ويعتبر قطاعا الصيد البحري والسياحة القطاعان الرئيسيان لتنمية هذه المدينة، فبالنسبة للصيد البحري تعد أكادير، وبدون منازع، أحد موانئ الصيد البحري الأولى بالمغرب، وقاعدة خلفية لأسطول الصيد الذي ينشط بسواحل جنوب المملكة. أما السياحة فتعتبر أحد دعائم الاقتصاد بالمدينة التي تعد إحدى الوجهات السياحية الأساسية وطنيا ودوليا، بفضل مؤهلاتها الشاطئية، وتراثها الجهوي. ويعتبر هذا الكتاب ثاني مؤلف لإدريس المريني بعد "سلا مدينة الألفية"، الذي صدر سنة 1998 عن منشورات (إكلا)، وقد أنجزه مع الأستاذ إسماعيل العلوي. وإدريس المريني، المزداد بسلا، والذي أنجز عددا من الأفلام الوثائقية والبرامج للتلفزة، مخرج . وقد وقع "بامو" وهو فيلم طويل حول المقاومة أنتج سنة 1983.