بعد أن كانت قد عرضت في المغرب مرتين قبل أزيد من عقد من الزمن (1994 و1996)، تعود الفنانة التشكيلية اللبنانية مريم شحرور هذه المرة إلى الرباط وبرواق محمد الفاسي بالضبط حاملة إبداعات وسمتها ب "قصائد ملونة". شحرور كانت مساء اليوم الثلاثاء وهي بين لوحاتها وضيوف رواق محمد الفاسي في أبهى حالات الابداع وهي ترتدي القفطان المغربي. فكما ترسم هي منمنمات آسيا الشرقية، فالقفطان كما تقول شحرور "لوحة فنية يعبر من خلالها الصانع المغربي عن عوالم اللون والزخرفة والترتيب". "لا أقيد نفسي بمدرسة تشكيلية معينة"، توضح مريم شحرور في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش حفل افتتاح هذا المعرض الذي حضره وزير الثقافة السيد بنسالم حميش، وإنما "اعتبر نفسي طائرا يتنقل بين كل حقول التشكيل، أشتق مادة رسومي مما يجول في دواخلي من انفعالات، وفي ذاكرتي من ذكريات، وفي مخيلتي من رؤى". مريم شحرور حينما ترسم، يقول جوزف أبو رزق أستاذ مادة الجماليات في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة " تختبر وقع الألوان وتناغمها وانسجامها مع الأشكال المتفاوتة التآليف، ومع موحيات الواقع الطبيعي والإنساني...هذه العوامل كلها التي تثير الخواطر في نفسها هي الأثر الأول الذي يحركها وتهيء فيه إستعدادها الموروث والمكتسب لأن تكون مصورة ومبدعة، وذلك ما جعلها تعتمد الأسلوب التصويري الذي تسهل قراءته واستساغة معانيه". استلهمت شحرور ، حسب أبو رزق ، الجوامع ، وعالجت الخط العربي وأضافت على الأسلوب الكوفي نسقا جديدا ، وأخرجت رسومها بما يوحي بهندسة الجامع وزخرفه ووقاره ، استوحت الوجوه على اختلافها فأبرزت براءة الطفولة وسحر عيون الفتيات ، وهُموم الشيوخ والعجزة ، ورجولة الكهول ، وهواجس الأمهات ، دون أن تمتنع عن إطلاق مُخيلتها في الأحداث المأساوية ، والمتشوفات الماورائية . أول معرض لشحرور كان ببيروت سنة 1982 ، أما أول مشاركة دولية لها فكانت بفرانكفورت عام 1984، لتوالى معارضها في إيران عام 1986 والدوحة عام 1992 والمغرب عامي 1994 و1996 وفرنسا عام 1995، ومنذ ذلك الحين لم تتخلف عن أي معرض دعيت للمشاركة فيه.