شكل موضوع "رهانات الدبلوماسية الثقافية في خدمة القضية الوطنية" محور لقاء تواصلي نظمته، أمس الخميس بسلا، مؤسسة الفقيه التطواني للعلم والأدب بتعاون مع المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات. ويندرج تنظيم هذا اللقاء، الذي شارك فيه ثلة من الأساتذة والباحثين والوزير المنتدب المكلف بالجالية المقيمة بالخارج، السيد محمد عامر، بحضور عامل عمالة سلا، السيد العلمي الزبادي، وعدد من المنتخبين المحليين وفعاليات من المجتمع المدني، في إطار العمل على تفعيل المجال الثقافي ليساهم في العمل الدبلوماسي الموازي من أجل خدمة القضايا الوطنية. وأوضح رئيس مؤسسة الفقيه التطواني للعلم والأدب، السيد أبو بكر الفقيه التطواني، في تصريح للصحافة، أن هذا اللقاء يركز على دور الدبلوماسية الثقافية لتلعب دورا أساسيا إلى جانب الدبلوماسية الرسمية في تبليغ رسالة المغرب الحقيقية المبنية على أسس علمية وتاريخية حول قضية وحدته الترابية. وأضاف أن اللقاء يهدف أيضا إلى إبلاغ رسالة إلى كل المتنورين من المفكرين بالدول المتوسطية لحثهم على القيام بأدوار تنويرية من أجل تصحيح الأفكار المغلوطة لدى بعض المؤسسات الإعلامية بالجزائر وإسبانيا حول قضية وحدتنا الترابية، مشيرا، في هذا السياق، إلى أن المنطقة المغاربية في حاجة إلى مثقفين متنورين قادرين على التأثير على صانعي القرار من أجل إقامة روح للتعايش والتساكن بين شعوب المنطقة. من جهته أكد السيد عبد الفتاح البلعمشي، مدير المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا اللقاء يروم استنفار مجهود الخبير والمثقف ومراكز الدراسات والأبحاث والمهتمين بميادين الدبلوماسية الثقافية من أجل تسخير كل الإمكانيات لخدمة القضية الوطنية. وأضاف أنه يتعين استثمار الإمكانيات الهائلة التي يتوفر عليها المغرب حضاريا وتاريخيا وثقافيا كقوة ذكية وناعمة في المجال الدبلوماسي كرافد من روافد دعم السياسة الخارجية للمغرب والدفاع عن القضية الوطنية وعن ثوابت الأمة. وبالمناسبة، قال الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، السيد محمد عامر، في عرض حول "السياسة الثقافية وإشكالية الهوية والاندماج لمغاربة العالم" إن قضية الوحدة الترابية تتطلب تعبئة جديدة ومتجددة وذلك وفق مشروع وطني تتضافر فيه كل القوى الوطنية وخاصة مغاربة العالم. وأضاف أن الثقافة تعد وسيلة تمكن مغاربة العالم من الارتباط بوطنهم الأم والدفاع عن قضاياه ببلدان إقامتهم، مشيرا إلى أن المغرب يقيم، في هذا الإطار، العديد من المراكز الثقافية بدول إقامة الجالية المغربية المقيمة بالخارج من أجل تسهيل ومواكبة اندماجهم بتلك الدول. وأشار السيد عامر إلى أن هذه المراكز، التي تعد فضاء منفتحا على الجاليات الأخرى، ستبقى فضاء للحوار وتبادل الأفكار بين المثقفين المغاربة من أجل الإسهام في التعريف بالهوية الوطنية.