تافيلالت تحت شعار "إقرأ"، حفل تقديم وتوقيع رواية "خبايا الواقع العجيب" التي صدرت مؤخرا للكاتب والمترجم عبد الحق السرغيني. وتميز هذا اللقاء الذي نظم بتعاون مع الجمعية الإسماعيلية الكبرى، وساهم في تنشيطه الكتاب الباحثون عبد الرحمان بنزيدان ومصطفى الرقا ومحمد العمراني، بتقديم قراءات مستفيضة حول هذه الرواية التي استلهم كاتبها نسيج أحداثها من ذاكرة مكناس الشفوية والموثقة ومن معالمها المرتبطة بالعمارة والزوايا والأشخاص والأمكنة والأسماء واللهجة المحلية. وقد حاول المتدخلون في هذه القراءات الكشف، كل من زاويته النقدية، عن المساحات التي احتلها التراث الشعبي الأسطوري في الرواية مما جسد تفاعلا نصيا بين المحكي الشفهي والمكتوب بطريقة واعية ومتماسكة في السرد تنطوي على اهتمام السارد بكل تفاصيل الحياة والناس والتاريخ والجغرافيا. واعتبر بنزيدان أن الرواية إضافة نوعية للرواية المغربية لكونها عمل تجريبي حاول من خلاله السرغيني أن يجمع كل الروايات الشفوية ويعيد صياغتها ويقدمها في سياق روائي، ويمكن تصنيفها كرواية تاريخية أو أضمومة ملحونية لما تتضمنه من أزجال قيلت في مكناس، إلى جانب كونها معجما يحيل على مجموعة من العبارات الدلالية المغرقة في المحلية لا يفهمها إلا أبناء مكناس. ولاحظ أن الكلمات منها ما يحيل على المجال المطبخي ك"المغلي" و"الطنجية" وتامبصلت"، وأخرى على المجال العمراني ك"المصرية" و"الليان" ثم أخرى على اللباس ك"الفرجية" التي تدل على لباس طبقة تعيش في عسر و"المنصورية" التي يلبسها السلاطين والأعيان. أما صاحب الرواية فأكد أنه أراد في هذا العمل ترسيخ الذاكرة الشفوية درئا لضياعها، من خلال تدوين روايات عن أبيه وجده المنتميان إلى ق 19 محاولا اجتناب تكرار ما جاء في كتب التاريخ الذي اقتحم ظلاله واعتمله في روايته لإبراز الجوانب العجائبية فيه وربط بين الثقافتين الشعبية والدينية ضمن واقع صارم. كما استندت الرواية على وقائع تاريخية تهم العلاقات المغربية الجزائرية وما اكتنفتها من اضطرابات مازالت عالقة إلى اليوم ، والعلاقات المغربية الإسبانية ووقائع همت تأكيد مغربية الصحراء. يشار إلى أن لعبد الحق السرغيني المفتش رئيس الجمعية المغربية للأطفال ثلاثي الصبغي 21 مكناس، عدة أعمال منها على الخصوص "مسرحية ثلاثية الفتح"، و"الزيتون ذاكرة تحاور ذاكرة".