تشارك ثلاثة أشرطة سينمائية مغربية في المسابقة الرسمية (جائزة المهر العربي) للدورة السابعة لمهرجان دبي السينمائي الدولي التي تتواصل فعالياته حاليا في مدينة (جميرا) بإمارة دبي إلى غاية 19 دجنبر الجاري. ويتعلق الأمر بشريطي "البراق" للمخرج محمد مفتكر و"ماجد" للمخرج نسيم عباسي، اللذين يشاركان في صنف الأفلام الروائية الطويلة، والشريط القصير "حكاية قصيرة" للمخرج عادل الفاضلي الذي يشارك في فئة الأشرطة السينمائية القصيرة. وتدور أحداث "البراق" الذي هو من تشخيص الممثلين إدريس الروخ والسعدية لديب ومجدولين إدريسي ونادية النيازي، حول قصة شابة واهنة يعثر عليها رجال الشرطة وهي مصابة بصدمة كبيرة، تزعم أن شيطاناً اعتدى عليها، اسمه "سيد الحصان"، ليتم تحويلها في ما بعد إلى طبيبة نفسانية لمساعدتها على تجاوز محنتها المرضية. أما شريط "ماجد" فيحكي قصة الطفل اليتيم "ماجد" إبن العشر سنوات الذي يبيع الكتب ويلمع الأحذية في شوارع "المحمدية"، في حين يحلم أخوه الأكبر "إدريس" بالسفر إلى أروبا حيث ينطلق ماجد في رحلة محفوفة بالمخاطر إلى الدارالبيضاء متقفيا أثر صورة لوالديه و ذكرياته عنهما. وقد شخصت مشاهد الفيلم مجموعة من الممثلين المغاربة أمثال عبد الله العمراني وعبد الرحيم التونسي (عبد الرؤوف)، ومحمد بن براهيم وعائشة ماه ماه إضافة إلي الوجوه الجديدة كالطفل إبراهيم البقالي ولطفي صابر ووسيم الزيدي. ويتناول شريط "حياة قصيرة" لعادل الفاضلي الذي قام بدور البطولة فيه اسماعيل أبو القناطر ووسام قناطر وشفيق بسيبس، حكاية صغيرة ساحرة عن شاب اسمه "زهر" توفيت أمه أثناء ولادته، فيتسبب له هذا الأمر في الكثير من الأزمات التي تلاحقه طيلة حياته، لكنه ينجح في النهاية في القطع مع إرهاصات الماضي. وتتوزع تشكيلة باقي الأفلام المشاركة التي تم انتقاؤها من مختلف أنحاء العالم، على فئات مسابقات "المهر العربي" و"المهر الإماراتي"، و"المهر الإفريقي و الآسيوي" إضافة إلى مجموعة من العروض التي تقام خارج المسابقة الرسمية، ومنها برنامجي "ليالٍ عربية" و"أصوات خليجية". كما يستعرض المهرجان جملة من الإبداعات السينمائية من آسيا وإفريقيا والأمريكتين وأوروبا وأستراليا، بما في ذلك 41 عرضاً عالمياً أولاً و13 عرضاً دولياً أولاً، تغطي مختلف أنواع الأعمال السينمائية من الرعب إلى الكوميديا، ومن الدراما إلى الأفلام الوثائقية. وأطلق مهرجان دبي السينمائي الدولي أيضا مجموعة من الباقات الخاصة بالأفلام، لمساعدة المشاهدين على اختيار الأعمال التي يروق لهم متابعتها، كما أطلق عدداً من المبادرات الموجهة نحو فئة الشباب وعشاق السينما. ويشمل الحضور المغربي في هذه التظاهرة على الخصوص الممثلات سناء موزيان ومجدولين إدريسي ونجاة الوافي وماجدة بن كيران وأسماء الحضرمي بالإضافة إلى المخرج جيلالي فرحاتي والنقاد السينمائيين مصطفى المسناوي ولحسن العسيبي. وسيكرم المهرجان ضمن فقراته كلاً من المخرج المالي المخضرم سليمان سيسي، الذي يمثل السينما الإفريقية، ونجم هوليوود شون بين إضافة إلى النجمة العربية جانيت جورجي فغالي، المعروفة باسم صباح، بجائزة "تكريم إنجازات الفنانين" خلال دورة هذا العام. وحسب اللجنة المنظمة، فإن هذه التظاهرة السينمائية التي تبلغ مجموع جوائزها 600 الف دولار تواصل رعاية برنامج "إنجاز" الذي يدعم المشاريع السينمائية الجديدة قيد الإنجاز، كما تم توسيع فقرة "سوق المهرجان" ليشمل عددا أكبر من صناع ومهنيي السينما في شتى دول العالم. وتم خلال دورة هذا العام أيضا استحداث فقرة عروض "فوضى منتصف الليل" التي ستقدم عروضا سينمائية عالمية دون حصولها على جوائز مالية. وخصصت إدارة المهرجان يوما أطلق عليه يوم "السلام" بهدف تفعيل الحوار وفهم الآخر إضافة إلى فقرة "الجسر الثقافي" التي تهدف اساسا لتعزيز الحوار ومد الجسور بين الشرق والغرب. وكان حفل الافتتاح الذي أقيم بمدينة جميرة، قد شهد عرض شريط "خطاب الملك" للمخرج البريطاني توم هوبر، بحضور بطل الفيلم النجم كولين فيرث. ويحفل هذا الشريط بالكثير من المواقف الطريفة والساخرة خلال محاولة أصغر ابناء الملك جورج الخامس التغلب على مشكلته في النطق قبل توليه سدة الحكم خلفا لوالده وأخيه الذي تخلى عن العرش مقابل رغبته الزواج بإمراة مطلقة.