أكد المشاركون في الدورة الثالثة لمنتدى المدن الأمريكية والعربية، مساء أمس الثلاثاء بالدارالبيضاء، دعمهم ومساندتهم لطلب رئيس بلدية الخليل الفلسطينية بإدراج المدن الفلسطينية ضمن لائحة التراث الإنساني العالمي. وأعرب المشاركون في المنتدى، الذي احتضنته العاصمة الاقتصادية على مدى يومين، في تقرير تلي خلال الجلسة الختامية التي حضرها على الخصوص السيد أندري أزولاي مستشار صاحب الجلالة والسيد ريتشارد دايلي عمدة مدينة شيكاغو والسيد محمد ساجد رئيس مجلس مدينة الدارالبيضاء والسيد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية وعمر معاني أمين العاصمة الأردنية، عمان، عن استنكارهم لمحاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي تهويد مدينة القدس والمسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي، مشددين على ضرورة تمكين الشعب الفلسطيني من إنشاء دولة مستقلة قابلة للحياة ضمن حدود 1967. ومن جهة أخرى، أكد المشاركون في المنتدى أن المدينة المستدامة تحتل مكانة هامة ضمن أولويات القرن الواحد والعشرين التي تهدف بالأساس إلى إيجاد حلول للدمج بين الحفاظ على البيئة وخلق تنمية اقتصادية بطريقة تحول دون تكريس الفوارق الاجتماعية مبرزين ضرورة اسهام المدينة المستدامة في ولوج عالم المعرفة. وشدد المشاركون على ضرورة جعل الثقافة من عوامل الرفع من مردودية ونجاعات المجالات الفاعلة في التطور المعرفي والاقتصادي وخاصة مجال تكنولوجيا الاعلام والاتصال.كما أكدوا على ضرورة تطوير استعمالات تكنولوجيا الإعلام والاتصال في كافة مجالات الحياة اليومية للمواطن والتشجيع على تأهيل الموارد البشرية في هذا القطاع خدمة لمصلحة المواطن والمواطنة على السواء. وطالب المشاركون باعتماد مقاربة النوع واعتبار القضية النسائية كقضية مجتمعية وعامل أساسي لتكريس الممارسة الديمقراطية في أي بلد. وفي كلمة بالمناسة، أبرز عمدة مدينة شيكاغو، السيد ريتشارد دايلي، أهمية التركيز في العملية التنموية داخل المدن على الاهتمام بالجانب البيئي عبر خلق ممارسات تساهم في الحفاظ على البيئة وتحفز المسؤولين على اتخاذ قرارات تؤيد الاختيارات المتصلة بالطاقات المتجددة وتطوير المجالات الخضراء. وأضاف أن التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة أمران ضروريان لوضع أسس المدينة المستدامة، مشيرا إلى أن مدينة شيكاغو تعمل من أجل تأهيل الموارد البشرية وعلى تحفيز المواطن للاسهام في الحفاظ على البيئة وتطوير المناطق الخضراء. ومن جهته، استعرض السيد محمد ساجد المجهودات التي بذلتها مدينة الدارالبيضاء لايجاد حلول لقضايا النقل الحضري، مشيرا إلى أن مشروع الطرامواي سيسهم بشكل كبير في حل هذا المشكل. وأوضح أن مشروع الطرامواي سيعمل على احترام البيئة وإعادة الاعتبار للمناطق الخضراء بالدارالبيضاء، مبرزا أن العاصمة الاقتصادية للمملكة ستنهج كل الأساليب التي من شأنها الاسهام في تحقيق التنمية المستدامة وإعادة الاعتبار للتراث العمراني الذي تزخر به. وأضاف أن مجلس المدينة سيسعى إلى إعادة تأهيل الطريق السيار الحضري الذي يقسم الدارالبيضاء إلى جزأين بشكل يشجع على الاندماج في اطار مفهوم وحدة المدينة. وتجدر الإشارة إلى أن الدورة الثالثة لمنتدى المدن الأمريكية والعربية، التي نظمها مجلس مدينة الدارالبيضاء، بشراكة مع جمعية توأمة الدارالبيضاء- شيكاغو ، عرفت مشاركة أزيد من ثلاثين عمدة لمناقشة عدة مواضيع تهم "الثقافة والاقتصاد الخلاق: روافع جديدة للتنمية" و"دور تكنولوجيات الإعلام في التقارب بين المدن" و"التشاور ومقاربة النوع : عوامل حاسمة من أجل الجودة في اتخاذ القرار العمومي" و" المدن المستدامة: رهانات، أدوات وتحديات". وتم على هامش هذه الدورة التوقيع على سلسلة من الاتفاقات بين المدن المشاركة تهدف إلى ترسيخ تبادل الآراء حول المبادرات والممارسات الجيدة في ميادين النمو المستدام والاقتصاد والثقافة.