أكد كاتب الدولة لدى وزير الداخلية السيد سعد حصار اليوم الاثنين بالدارالبيضاء أن تطوير المدن رهين بمدى الحرص على تشجيع الأنشطة الثقافية والمبادرات الاقتصادية الخلاقة وإشراك كافة الطاقات في اتخاذ القرارات. وقال السيد حصار، في كلمة بمناسبة افتتاح أشغال الدورة الثالثة لمنتدى المدن الأمريكية والعربية الذي تحتضنه الدارالبيضاء على مدى يومين، إن "تطوير وحداتنا الترابية رهين بمدى حرصنا جميعا، مسؤولين حكوميين ومحليين، بمدى الاهتمام البالغ الذي نوليه لتشجيع الأنشطة الثقافية والمبادرات الاقتصادية الخلاقة، وللتكنولوجيا والمعلوميات الحديثة، وإشراك كافة الطاقات في اتخاذ القرارات". وأضاف في هذا الصدد أنه "باعتمادنا هذا التوجه، وبالتزامنا بأهداف الألفية، سنتمكن من بناء مجالات ترابية مزدهرة، ومتطورة، ومستقرة، و متضامنة". وفي هذا الإطار أكد السيد حصار أن مدن و حواضر الدول العربية أصبحت تحتل تدريجيا مركزا هاما في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، والثقافية والعمرانية، حيث أكدت قدرتها ومحوريتها في تسريع وتيرة التطور والتنمية في هذه البلدان. وأشار في هذا السياق إلى أن المدن العربية أصبحت مطالبة مستقبلا بتحمل المزيد من الأعباء، ومواجهة المزيد من الصعاب والإكراهات، وهو ما يفرض عليها، يضيف السيد حصار، بذل المزيد من الجهود لتطوير نفسها، وتعزيز طاقاتها، حتى تساير التسارع المهول في مجالات التنمية السوسيو-إقتصادية والأمن. وأبرز أن هذه المدن "سوف تجد في أخواتها الأمريكية فضاءات رحبة لتبادل الخبرات، وتعزيز آليات التعاون والتبادل من أجل بناء استراتيجية جديدة أكثر تضامنا وأكثر قدرة على رفع التحديات العديدة والمتنوعة التي يطرحها القرن الواحد والعشرون". ومن جهة ثانية اعتبر السيد حصار أن المواضيع التي اختيرت لهذا المنتدى تشكل محاور آنية للنقاش والدراسة والتتبع، مما يؤكد ، برأيه، مدى اهتمام المشاركين بالقضايا المحلية المشتركة، وانشغالهم بالتحديات والإكراهات الراهنة التي تواجهها الدول والجماعات المحلية في مختلف دول العالم . تجدر الإشارة إلى أن الدورة الثالثة لمنتدى المدن الأمريكية والعربية، الذي ينظمه مجلس مدينة الدارالبيضاء، بشراكة مع جمعية توأمة الدارالبيضاء-شيكاغو، يعرف مشاركة أزيد من ثلاثين عمدة لمناقشة رهانات حضرية حاسمة لتنمية مدن اليوم والغد. ويتضمن برنامج هذا المنتدى مناقشة مواضيع تهم "الثقافة والاقتصاد الخلاق، روافع جديدة للتنمية" و"دور تكنولوجيات الإعلام في التقارب بين المدن" و"التشاور ومقاربة النوع ، عوامل حاسمة من أجل الجودة في اتخاذ القرار العمومي" و" المدن المستدامة، رهانات، أدوات وتحديات". وستشكل هذه الدورة مناسبة لتوقيع سلسلة من الاتفاقات يوم غد الثلاثاء بمقر بلدية ولاية الدارالبيضاء الكبرى بين المدن المشاركة بهدف ترسيخ التبادل حول المبادرات والممارسات الجيدة في ميادين النمو المستدام والاقتصاد والثقافة.