استأثرت قضية الوحدة الترابية للمملكة، إلى جانب مواضيع وطنية ودولية أخرى، باهتمام الصحف الوطنية الصادرة اليوم الخميس. وهكذا، أبرزت الصحف دعوة جمعية صحراوية بإسبانيا إلى تقديم المسؤولين عن اعتقال وتعذيب السيد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود الذي اختطفته ميليشيات (البوليساريو) إلى المحاكم الدولية من أجل محاسبتهم على جرائمهم البشعة المرتكبة فوق التراب الجزائري. ونقلت في هذا الإطار، تأكيد "جمعية الوحدة الترابية" التي يوجد مقرها في مدينة بيلباو (بلد الباسك بشمال إسبانيا) أنه "يتعين تقديم هؤلاء الجلادين وأسيادهم المسوؤلين عن اختطاف وتعذيب مصطفى سلمة ولد سيدي مولود إلى المحاكم الدولية لمحاسبتهم على جرائمهم البشعة المرتكبة فوق التراب الجزائري، بمبادرة من جنرالات دولة الجزائر، عملا بمبدإ المسؤولية الدولية الذي يشكل أحد مبادئ القانون الدولي الإنساني". وفي سياق متصل، أشارت الصحف إلى إجراء محامي العائلة التي بثت القناة التلفزيونية الإسبانية (أنتينا تريس) صورة لجريمة زعمت أنها ارتكبت في حق أربعة من أفرادها بالدار البيضاء، على أساس أنها التقطت بالعيون، إلى جانب دفاع كل من السيدة الغالية بوعسرية والسيد عبد السلام الأنصاري اللذين أوردت وكالة (أوروبا بريس) إسميهما على أساس أنهما توفيا خلال هذه الأحداث، أول أمس الثلاثاء ببروكسيل، لقاء جمعهم مع مديرة نشاطات المرافعة بالشبكة الأورو-متوسطية لحقوق الإنسان، السيدة ساندرين غرينيه. وأوضحت أنه تم إطلاع السيدة غرينيه على حقيقة الأحداث التي وقعت بالعيون، لاسيما الاستغلال المغرض لصورة جثث أفراد عائلة الراشدي التي نشرتها جريدة (الأحداث المغربية) في يناير المنصرم. في هذا السياق أيضا، وفي مقال بعنوان "اللجنة النيابية لتقصي الحقائق حول أحداث العيون: مسؤولية وطنية"، أشارت صحيفة (العلم) إلى أن البرلمان المغربي يؤكد مرة أخرى على حضوره القوي والفاعل في القضايا الوطنية الكبرى من خلال المبادرة المتسمة بالروح الوطنية الصادقة، والمتعلقة بعقد جلسة عمومية بمجلسي النواب والمستشارين بمجرد استصدار البرلمان الإسباني موقفه المتسرع والجائر في حق المغرب. وأضافت الصحيفة أن اللجنة النيابية لتقصي الحقائق التي شكلها مجلس النواب بتمثيل جميع الفرق النيابية، أغلبية ومعارضة، تعكس متانة الجبهة الداخلية، مضيفة أن من شأن هذه اللجنة تقديم أجوبة شافية عن التساؤلات التي يطرحها هذا الملف الذي يشكل محطة تاريخية في مسار قضية الوحدة الترابية للمملكة. من جهة أخرى، تناقلت الصحف خبر تفريق الشرطة الإسبانية، أول أمس الثلاثاء، لمظاهرة نظمت أمام مقر الحكومة المحلية بمليلية، قصد المطالبة بجلاء المحتل الإسباني عن هذه المدينة . وأشارت في هذا الصدد إلى أن المتظاهرين الذين ينحدرون من مليلية وبني أنصار والناظور، رفعوا الأعلام الوطنية ولافتة كتب عليها "سبتة ومليلية مغربيتان"، كما وزعوا منشورات كتب عليها "ليخرج المحتل الإسباني" و"مليلية مدينة مغربية". في سياق آخر، أوردت الصحف قول السيد أحمد الميداوي الرئيس الأول للمجلس الأعلى للحسابات، يوم الإثنين الماضي ببروكسيل، إن الافتحاص العمومي يشكل رافعة للحكامة الجيدة. وأشار السيد الميداوي -تضيف الصحف - خلال مائدة مستديرة حول الحكامة الجيدة نظمتها اللجنة الأوروبية والرئاسة البلجيكية للاتحاد الأوروبي، إلى أنه "بتموقع مؤسساتي ملائم واستراتجية واضحة وأداء مهني رفيع، يؤكد عمل المجلس الأعلى للحسابات في المغرب وبالملموس أنه بالإمكان تحقيق نتائج هامة بإمكانات وطنية صرفة وفي زمن قياسي نسبيا". ثقافيا، واصلت الصحف الوطنية اهتمامها بفعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته العاشرة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. في الشأن الرياضي، واصلت الصحف استعراض الدلالات القوية لتتويج فريق الفتح الرباطي بطلا لمسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بفوزه المستحق، يوم السبت الماضي، على فريق النادي الرياضي الصفاقسي 3-2 في المباراة النهائية إياب، كما اهتمت بفوز الفريق نفسه على مضيفه الوداد البيضاوي 2-0، أمس الأربعاء، في المباراة المؤجلة عن الدورة الحادية عشر من بطولة القسم الوطني الأول لكرة القدم. دوليا، شكل مسلسل السلام في الشرق الأوسط والأوضاع الميدانية في كل من أفغانستان والعراق، إلى جانب التهاطل الكثيف للثلوج على القارة الأوروبية وتطورات قضية نشر موقع "ويكيليكس" لوثائق سرية أمريكية، أبرز المواضيع الدولية التي تطرقت لها اليوميات الوطنية.