أجرى السيد عبد اللطيف معزوز، وزير التجارة الخارجية، أمس الإثنين بنواكشوط، سلسلة من اللقاءات مع بعض أعضاء الحكومة الموريتانية تمحورت حول بحث السبل الكفيلة بتطوير علاقات الشراكة والتعاون في الميدانين الاقتصادي والتجاري. وفي هذا الصدد، تباحث السيد معزوز الذي كان مرفوقا بوفد من رجال الأعمال المغاربة المشاركين في "قافلة مغرب - تصدير" التي أعطيت انطلاقة دورتها الثالثة يوم أمس من نواكشوط، مع وزراء كل من قطاعات التجارة والصناعة التقليدية والسياحة والصحة والطاقة والنفط والتجهيز والنقل والتشغيل والتكوين المهني والتقنيات الجديدة. وعبر الجانبان خلال مختلف هذه اللقاءات، عن إرادتهما المشتركة للعمل سويا من أجل تطوير شراكة حقيقية وفاعلة بين القطاعين العام والخاص في كلا البلدين، مؤكدين على أهمية البعد الاستراتيجي للعلاقات القائمة بينهما. كما جددا التأكيد على ضرورة تطوير الشراكة بين الجانبين لتشمل مختلف المجالات، مشيرين إلى ضرورة أن يساهم رجال الأعمال بكلا البلدين في تنمية وتطوير هذه الشراكة عبر تنفيذ مشاريع تنموية خاصة في القطاعات الحيوية الجديدة كالتكنولوجيات الحديثة وقطاع الإعلام والاتصال وغيرها. وقال السيد معزوز، أنه بحث بمعية الوفد المرافق له خلال لقاءاته مع بعض أعضاء الحكومة الموريتانية، التصورات الكفيلة بإقامة شراكة اقتصادية فاعلة بين البلدين الشقيقين في العديد من القطاعات الواعدة وجعل المقاولات ورجال الأعمال في البلدين قاطرة لهذه الشراكة عبر تحفيزهم على إنجاز مشاريع واستثمارات في مختلف القطاعات الحيوية. وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه اللقاءات تميزت بفتح حوار صريح وبناء مع المسؤولين الموريتانيين حول مجمل النقاط التي تهم قطاع الاستثمار وتطوير آليات الشراكة، سواء تعلق الأمر بالمساطر الإدارية لقطاع التجارة أو الاستثمار، مشيرا إلى أن الطرفين تحدوهما رغبة أكيدة في تنمية وتطوير علاقات التعاون الثنائي خدمة لتطلعات الشعبين الشقيقين. وأوضح أن المسؤولين الموريتانيين استعرضوا بدورهم أمام رجال الأعمال والمقاولين المغاربة، المشاريع الاستثمارية الكبرى التي شرعت موريتانيا في تنفيذها، والتي تهم على الخصوص، التجهيزات الأساسية والطرق والكهرباء والماء الصالح للشرب وغيرها، حيث دعوا المستثمرين المغاربة إلى المساهمة في هذا المجهود الذي يروم الرفع من مستوى التنمية بموريتانيا. وأشار إلى أن الجانبين اتفاقا على تشكيل لجنة مصغرة تضم بعض رجال الأعمال وبعض ممثلي القطاعات الحكومية، ستعقد في الأيام القادمة اجتماعات لتحديد الأولويات والتصورات التي يمكن اعتمادها بغية تحديد القطاعات ذات الأولوية التي يمكن الاشتغال عليها في مجال الاستثمارات. وكانت "قافلة مغرب - تصدير" في دورتها الثالثة قد شهدت انطلاقتها يوم أمس بنواكشوط، وسط حضور وازن لممثلي أكثر من 100 مقاولة وشركة مغربية في مجالات التكنلوجيات الحديثة والصناعات الغذائية والكهرباء وتكنلوجيا الإعلام والاتصال وصناعة الأدوية والبناء والتجهيز، إلى جانب ممثلين عن قطاعات حكومية ومؤسسات بنكية رائدة وجامعات متخصصة. وتروم هذه القافلة التي تشمل إضافة إلى موريتانيا كلا من غامبيا وبوركينا فاسو وجمهورية الكونغو الديموقراطية، التعريف بالتجربة المهمة التي راكمها المغرب في مجال المشاريع الكبرى واقتسام الخبرة والمعرفة التي أضحت الشركات والمقاولات المغربية تمتلكها مع الفاعلين والشركاء الاقتصاديين في هذه الدول.