قال السيد عبد السلام الخلوفي، المدير الفني للدورة الثامنة لمهرجان الرباط الدولي للموسيقات الأندلسية، إن عنوان هذه الدورة يحيل على التعدد من خلال تسمية الموسيقات، على اعتبار أن موسيقى الآلة الموجودة في المغرب لها تقاطعات متعددة في اتجاهات مختلفة منها المغرب العربي. وأوضح السيد الخلوفي، الباحث في مجال التراث الموسيقي المغربي، في تصريح لوكاالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة الدورة الثامنة لهذا المهرجان، الذي تنظمه جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة (2 - 4 دجنبر الجاري)، أن الموسيقى الأندلسية في المغرب تتقاطع مع النوبة المغاربية في الجزائروتونس وليبيا، سواء في أسمائها المختلفة الآلة في المغرب والطرب الغرناطي في وجدة وتلمسان والمدرسة الكلاسيكية في العاصمة الجزائرية والمالوف في قسنطينة وفي تونس وفي ليبيا وإن كان قد اتخذ طابعا دينيا. وبخصوص عودة المهرجان بعد توقف استمر سنوات، أشار إلى أن هذا الاستئناف دليل على وجود عشاق كثر لهذا الفن الأثيل والأصيل، وعلى عهد أخذه أناس على أنفسهم بالمحافظة على تراث تعاقبت أجيال على حفظه والحفاظ عليه من الضياع وإن كان بالرواية الشفوية، ومن ثم فإن هذا الفن لا يزال قائما ومستمرا بفضل الولوعين به. وحول دورة هذه السنة، قال السيد الخلوفي إن القيمين على المهرجان ارتأوا أن تكون موضوعاتية وذلك حتى تكون النتائج أفضل، وألا يقتصر المهرجان على جانب الإمتاع والمتمثل في العروض الراقية التي تؤدى على مدى أيامه التلاث بل وجعله، أيضا، مفيدا إلى جانب تحقيق المتعة. وأشار إلى أن اختيار نوبة رمل الماية كعروس للدورة الثامنة للمهرجان الدولي للموسيقات الأندلسية، ينبع أولا من كون أن كل من يفتح كناش الحايك سيجد أن أول ما يطالعه هو نوبة رمل الماية، ثم لكون الموضوع الأساسي لهذه النوبة هي أشعار المديح النبوي في كل تفريعاته، والبدء بها (النوبة) يكون من باب التيمن والتبرك. وخلص الأستاذ الخلوفي إلى أن المهرجان الدولي للموسيقات للموسيقات الأندلسية، بالإضافة إلى كل ما تقدم، وضع لنفسه أهدافا توثيقية بحيث أنه مع توالي الدورات سنحصل على مجموعة من النوبات مرفقة بالمكتوب والمسموع والمصور. يشار إلى أن للأستاذ عبد السلام الخلوفي، وهو خريج المعهد الموسيقي بطنجة، ورئيس جوق أنغام طنجة، عدد من الأعمال التلفزية منها توثيق العديد من الحصص من طرب الآلة، كما شارك في العديد من المهرجانات الوطنية والدولية.