جدد المغرب التأكيد، أول أمس الثلاثاء بنيويورك، على "تضامنه المطلق ودعمه الراسخ" للشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل استعادة حقوقه وإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف. وجدد الممثل الدائم للمغرب لدى منظمة الأممالمتحدة السيد محمد لوليشكي، الذي استند لمضامين الرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الاثنين الماضي، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، التأكيد على "التضامن المطلق ودعم المملكة الراسخ" للشعب الفلسطيني إلى حين تحقيق هدفه بإنشاء دولته الوطنية، وعاصمتها القدس، تتعايش في سلم وأمن مع إسرائيل. وبخصوص قضية القدس، ندد السفير المغربي ب`"الممارسات والإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى انتهاك الوضع الخاص للمدينة المقدسة وتغيير هويتها العربية الإسلامية". وأبرز، في هذا السياق، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أبعاد النداء الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس، لكل القوى الملتزمة بالسلام، من أجل تكثيف الجهود لحمل إسرائيل على الكف عن ممارساتها العدوانية، ومشاريعها الاستيطانية التوسعية، التي باتت تشكل، باعتراف الجميع، العائق الرئيسي أمام إطلاق مفاوضات جادة وبناءة. ولدى تقييمه للتطورات الأخيرة للقضية الفلسطينية، أعرب الدبلوماسي المغربي عن "الانشغال الكبير" للمغرب "أمام استمرار تناقض فاضح" ما بين، من جهة، جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى استئناف للمفاوضات، ومن جهة أخرى، العراقيل التي يضعها الجانب الإسرائيلي. وتطرق إلى "الأحداث الخطيرة التي تسعى من خلالها إسرئيل، سلطة الاحتلال، إلى فرض وقائع جديدة على الأرض، بهدف عرقلة الاستئناف الفعلي لمسلسل السلام، عبر استباق ما يمكن أن يسفر عنه هذا المسلسل من إعادة للحقوق المتعارف عليها دوليا" للشعب الفلسطيني. وسجل السيد لوليشكي أن القيادة الفلسطينية أبانت، خلال جميع مراحل النزاع، عن "شجاعة وصبر وواقعية، وبرهنت على أنها شريك حقيقي وجاد في مسلسل السلام، على الرغم من توالي المآسي والإحباطات". وأضاف أن الدول العربية برهنت، عبر مبادرتها للسلام، بشكل قاطع على أنها تنسجم مع تطلعات المجتمع الدولي ودول المنطقة التي ترغب في العيش في سلام واستقرار وطمأنينة. وأشار إلى أنه يكفي الرجوع إلى تدابير وأسس المبادرة العربية لمعرفة إلى أي حد تحملت الدول العربية "مسؤولياتها التاريخية" تجاه الأجيال الحالية والمقبلة وإزاء المجتمع الدولي. وأعرب السفير عن الأسف أنه "أمام هذه المبادرة الشجاعة وجميع الجهود الدولية المدعمة" خاصة تلك التي تقوم بها الإدارة الأمريكية، تواصل إسرائيل اعتماد "سياسة الأمر الواقع عبر استباق نتائج المفاوضات". وتساءل، في هذا الصدد، حول "جدية التزام السلطات الإسرائيلية بحل الدولتين" نظرا لمواصلة إسرائيل لحملتها للاستيطان غير القانوني بالأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدسالشرقية.