أكد السيد الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن علاقات المغرب والاتحاد الاوربي علاقات تقليدية مبنية على المصالح المشتركة، وأن قرار البرلمان الأوربي الأخير قرار غير ملزم. وأضاف السيد الفاسي الفهري الذي حل ضيفا على برنامج حوار بثته قناة "فرانس 24" التلفزيونية اليوم الأربعاء أن هناك اعترافا من قبل الاتحاد الأوربي بكل التطورات الحاصلة في المغرب شمالا وجنوبا بفضل المجهودات المبذولة من طرف صاحب الجلالة، مذكرا بالوضع المتقدم، والمفاوضات الجارية بين الطرفين على الخدمات، والاتفاق المتوقع بشأن الزراعة. وسجل أن العلاقات بين المغرب والمؤسسات الأوربية سواء المجلس أو اللجنة تسير بشكلها الطبيعي، معربا عن تطلعه لحوار أعمق بين البرلمان الأوربي ونظيره المغربي. وتأسف السيد الفاسي الفهري لكون أنه في الوقت الذي قررت فيه رئاسة البرلمان الأوربي تأجيل التصويت على هذا القرار إلى شهر دجنبر بعد الاستماع الى عرض قدمه هو شخصيا في جلسة خاصة مع لجنة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوربي، تم بطلب من فئات معينة ذات حساسيات وطنية خاصة يمينية إسبانية، تسريع التصويت فخرج هذا القرار متضمنا الكثير من المغالطات والنقاط السلبية بالنسبة للمصالح العليا للمغرب. وأضاف أنه أجرى اليوم الأربعاء حوارا مع أعضاء لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الاوربي للرد على الكثير من القضايا وتقديم توضيحات بشأن ما حصل بالفعل أثناء تفكيك مخيم كديم ازيك، مؤكدا أن العالم كله أصبح الآن يعترف أن تدخل قوات الامن المغربية، كان سلميا إلا أنه مع الأسف ووجه هذا التدخل السلمي من طرف بعض الأشخاص وميليشيات تعاملت معها بطريقة جد خطيرة ومؤسفة. وأضاف أنه في مدينة العيون بالذات هناك لجنة برلمانية لتقصي الحقائق، وهيئات دولية كهيومان رايتس واتش ومنظمة العفو الدولية والفيدرالية الدولية لحقوق الانسان بالإضافة الى منظمات مغربية للدفاع عن حقوق الإنسان ذات مصداقية كبيرة على المستوى الوطني والجهوي والدولي تقوم بالبحث والتدقيق في الموضوع. وتأسف السيد الفاسي الفهري للمواقف السلبية للغاية لوسائل الإعلام الإسبانية التي لا تعكس بتاتا رأي الحكومة الإسبانية، بقدر ما تبرز أنه مع الأسف الشديد لا زالت هناك عقدة فيها جانب تاريخي وحضاري واستراتيجي وسياسي تجاه المغرب والصحراء المغربية، مؤكدا أن وسائل الإعلام تلك تعاملت ليس فقط بصفة غير مسؤولة ولكن ساهمت أيضا في التشويش، والتضليل واستعملت صورا ملفقة وأكاذيب ما يجعل في واقع الأمر أن بعض الأصوات في اسبانيا هي في الحقيقة طرف حول الخلاف الجهوي حول مغربية الصحراء. وقال السيد الفاسي الفهري لقد تبين أن هذه الصحافة سبقت في بعض الأحيان الأحداث وسبقت حتى أطروحة خصوم الوحدة الترابية للمملكة وصنعت وتكلمت على مئات الضحايا، وغير ذلك من الأكاذيب، ورغم ذلك يضيف السيد الفاسي سمحت السلطات المغربية لصحافيين من "ال موندو" و"إل باييس" رغم كل ما قيل وكتب ليذهبا الى العيون مثل زملائهم من فرنسا وايطاليا والولايات المتحدة، إلا أنه للأسف تبين أنهما لم يتوجها الى هناك للتعرف على الحقائق ولكن لأسباب أخرى. ولاحظ السيد الفاسي الفهري أن قضية الصحراء المغربية تستخدم داخليا في إسبانيا لاهداف سياسوية وانتخابية، ويتم المس بالمغرب بصفة مباشرة في نطاق صراع داخلي اسباني اسباني.