قال باحث مغربي في علم النفس إن استخدام صور مزيفة لأحداث العيون يعتبر سلاحا إرهابيا خطيرا حاول الإضرار بالصحة النفسية للمغاربة وزعزعة النظام والأمن الاجتماعي بالبلاد. وحذر سعيد بحير، أستاذ الصحة النفسية بكلية الآداب والعلوم الانسانية بفاس سابقا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء من أن ترويج هذه الصور يؤثر على الدوافع اللاشعورية العميقة في الذات الإنسانية، حيث أن الصورة السيئة تخاطب مشاعر الناس وعواطفهم الداخلية وتحرك فيهم المشاعر السلبية كانفعال الغضب والخوف والحقد والرغبة في الانتقام، وهذا ما يشجع على العنف والإرهاب والقيام بسلوكيات مضادة للمجتمع. هذا بالضبط ما وقع في العيون - يقول الباحث- "حيث شاهد العالم مجموعة من الشباب المضللين والمشحونين بالحقد والكراهية يقومون بأعمال تخريبية تدل على الحقد والكراهية، والرغبة في الانتقام". ولاحظ سعيد بحير، أن الصورة وظفت في أحداث العيون كوسيلة لترسيخ الكراهية والميز العنصري والحقد بين الأفراد والجماعات، والعمل على تغيير سلوكهم، للقيام بردود أفعال عنيفة، وحثهم على الانتقام وتأجيج عوامل الاختلاف بينهم مضيفا أن "هذه الصور الكاذبة تعطل قدرات الناس على التفكير، وتجعلهم يتصرفون بشكل غير لائقة". وأبرز أن " خطر هذه الحرب الإعلامية المزيفة للحقيقة كبير على الصحة النفسية للأفراد والجماعات، وعلى مصالح الشعب المغربي، ويتمثل هذا الخطر على وجه الخصوص في استخدام الصورة كسلاح فتاك للتأثير على عواطف الناس واتجاهاتهم العقلية، وقدراتهم المعرفية ومحاولة زعزعة الأمن الاجتماعي في المغرب". وصنف الباحث المختص في العلاج النفسي التغطية الاعلامية الاسبانية لأحداث العيون ضمن خانة "الحرب الإعلامية والدعائية التي يكون غرضها تشويه الحقائق وتزييف الواقع، ومحاولة المس بحقوق الناس، والإضرار بمصالحهم. وكل هذه الأساليب ليس لها أي علاقة بالرسالة الإعلامية الشريفة التي تهدف إلى نقل المعلومات والحقائق بطريقة موضوعية، ودقيقة لتنوير عقول الناس والسعي في مصالحهم بخدمة الحقيقة". وشدد على أن استخدام هذه الوسائل الدنيئة من طرف بعض المنابر الإعلامية الإسبانية يحتم على الباحثين الجامعيين والخبراء المغاربة توضيح طبيعة هذه الأساليب المغرضة، ومساعدة الرأي العام على فهمها، والبحث في طرق الرد عليها وفضحها وكشف زيفها الإعلامي". ووصف سعيد بحير توظيف الصور المزيفة لأحداث العيون بأنه دعاية رخيصة ومغرضة هدفها ضرب القيم الأخلاقية والوطنية المغربية، ومحاولة التأثير على الرأي العام وتغيير أفكاره وكسب مواقفه، والاستهانة بالمشاعر الوطنية للمغاربة. وخلص الجامعي المغربي الى أن الإعلام الذي هو وسيلة لنشر الأمن، والدفاع عن السلم، تحول في التغطية المضللة لأحداث العيون إلى "سلطة لتكريس الظلم والاستبداد والهيمنة على الجماهير الشعبية". يذكر أن الباحث سعيد بحير أصدر عدة مؤلفات في مجال علم النفس من بينها "علم النفس وقضايا الإنسان" (1996)، "الإرشاد السيكولوجي للأسرة" (2004)، "الصحة النفسية واضطرابات الشخصية" (2005).