افتتحت، أمس الجمعة ببوزنيقة، أشغال المؤتمر الوطني الثالث للفيدرالية الديموقراطية للشغل بمشاركة قرابة 1200 مؤتمر قدموا من جميع أنحاء المملكة. وتميز افتتاح المؤتمر، المنعقد على مدى ثلاثة أيام تحت شعار "وحدة ودمقرطة العمل النقابي دعامة لتعميم الحماية الاجتماعية والحقوق النقابية"، بإجماع مختلف مكونات النقابة على الوقوف صفا واحدا في مواجهة كافة التحديات التي تواجهها المملكة، والتصدي لجميع المحاولات التي تهدف إلى المس بسيادة المغرب ووحدته الترابية. وقرر المؤتمرون، في هذا الصدد، تنظيم وقفة بمقر انعقاد المؤتمر ببوزنيقة، موازاة مع مسيرة الدارالبيضاء يوم الأحد القادم، بغية التنديد بالسلوكات العدائية للحزب الشعبي الإسباني تجاه المغرب وقضاياه العادلة، والتي كان من نتائجها المباشرة استدراج البرلمان الأوروبي بكيفية مضللة إلى المصادقة على قرار مجحف بخصوص أحداث الشغب التي شهدتها العيون مؤخرا. وقال الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل، السيد عبد الرحمان العزوزي، في كلمة بالمناسبة، إن واقع المشهد النقابي وطبيعة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تتطلب الإصلاح، يؤكد ضرورة التنسيق بين مختلف المركزيات النقابية الوطنية من خلال إقرار ميثاق وطني يحدد أولويات العمل النقابي وكيفية تداوله مع مختلف التحديات التي تواجهه. وأكد السيد العزوزي على "ضرورة إعادة النظر في أولويات العمل النقابي"، وعلى أهمية مأسسة الحوار الاجتماعي الكفيل بمعالجة مجموعة من الإشكاليات الاجتماعية، "لاسيما تدهور القدرة الشرائية وارتفاع نسب البطالة واختلال أنظمة التقاعد". واعتبر، في السياق نفسه، أن حماية حقوق المواطنين المغاربة والنهوض بأوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية يشكلان أولوية الفيدرالية خلال الفترة القادمة، "اعتبارا للتراجع المسجل في هذا الصدد على الرغم من الجهود المبذولة من طرف الدولة بمعية مختلف الفرقاء الاجتماعيين، خصوصا في ظل الأزمة المالية التي لازالت تؤثر سلبا على جل الاقتصاديات العالمية". وتتواصل أشغال المؤتمر، الذي تميز افتتاحه بحضور عدد من أعضاء الحكومة والبرلمانيين والفعاليات الجمعوية إلى جانب ممثلي مجموعة من المركزيات النقابية الوطنية والأجنبية، على الخصوص، بانتخاب أعضاء المجلس الوطني للنقابة والمصادقة على التقريرين الأدبي والمالي والمقررين التركيبي والتنظيمي.