تم أمس الإثنين ببرشلونة (شمال شرق إسبانيا) إبراز دينامية الاقتصاد المغربي والفرص الكبيرة التي يتيحها في مجال الاستثمار، وذلك خلال جلسة خاصة انعقدت في إطار المنتدى السابع للتنمية الاقتصادية لشمال إفريقيا الذي افتتحت أشغاله في العاصمة الكاطلانية. وخلال هذه الجلسة التي تمحورت حول موضوع "المغرب: بلد في حركية، اقتصاد في نمو" أشاد المتدخلون بالأداء الجيد للاقتصاد المغربي وصموده في مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية. وركز العديد من المشاركين في هذا المنتدى، حيث حل المغرب كضيف شرف، على نجاعة الإصلاحات التي قامت بها المملكة في الميدان الاقتصادي، ما مكنه من تقوية استقطابه للمستثمرين الأجانب والحفاظ على مستوى نمو مدعم منذ عقد من الزمن. وفي كلمة بالمناسبة، قدم المستشار الاقتصادي لسفارة المغرب بمدريد ياسين خطيب عرضا مستفيضا حول فرص الأعمال التي يتيحها المغرب في مختلف قطاعات الأنشطة والإصلاحات التي تم إطلاقها ،تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، لتعزيز تنافسية الاقتصاد المغربي. وتطرق السيد خطيب في هذا الصدد للإجراءات التي تم اتخاذها لتسهيل مساطر الاستثمار عبر إحداث الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات ومراجعة الترسانة القانونية المتعلقة بالشركات وإحداث المحاكم الإدارية. وذكر أيضا بإطلاق المغرب أوراش كبرى للبنيات التحتية لا سيما ميناء طنجة المتوسط وتوسيع شبكة الطرق السيارة، إضافة إلى إحداث الحضائر الصناعية والتكنولوجية، مبرزا المزايا التي يوفرها المغرب كأرضية لاستهداف الأسواق العربية والإفريقية. واعتبر الدبلوماسي المغربي أن الموقع الاستراتيجي للمملكة كبوابة للعالم العربي وإفريقيا، وقربه الجغرافي وروابطه التاريخية مع أوروبا كلها عوامل من شأنها التحفيز على حضور اقتصادي أكبر للمقاولات الكاطلانية والإسبانية، مؤكدا الاهتمام الذي يوليه المغرب لتكثيف علاقاته الاقتصادية مع إسبانيا ومنطقة كاطالانيا. ومن جهة أخرى، استعرض السيد الخطيب التسهيلات التي يقدمها المغرب للمقاولات الاجنبية الراغبة في الاستقرار في المنطقة الحرة بطنجة، موضحا أن الشركات التي تعمل في هذه المنطقة تستفيد على الخصوص من نظام جبائي جذاب وشبابيك بنكية "أوفشور". وأشار السيد الخطيب ،في السياق ذاته، إلى تسريع وتيرة التنمية وتأهيل القطاع الفلاحي وتعزيز قدرات تنفيذ الأوراش الكبرى وعلى الخصوص مخطط إقلاع ومخطط المغرب الأخضر ومخطط أزور، داعيا رجال الأعمال الأجانب إلى اغتنام الفرص الهائلة التي يوفرها مخطط الطاقة الشمسية بالمغرب. من جانبه، أشاد السيد ماريو روتلان رئيس شركة "بوتلينغ" لشمال افريقيا بالإصلاحات التي قامت بها المملكة من أجل جذب الاستثمارات، معبرا عن الارتياح للنتائج التي حققتها مجموعته التي تعمل منذ سنة 2002 في العديد من القطاعات بالمغرب. وأضاف السيد روتلون "إن المغرب بلد عصري وذو قيمة كبيرة "، داعيا رجال الأعمال الأجانب إلى "التركيز على المملكة" التي قال إنها تشكل أرضية من أجل التصدير إلى أسواق أخرى بالمنطقة. وأشار إلى أن المغرب الذي يعد "سوقا حرة وذات مردودية" قام بإصلاحات هامة في مجال الاستثمارات، مما مكنه من تعزيز تنافسيته في هذا المجال، مبرزا الفرص الهائلة التي تتيحها المملكة في هذه الفترة من الأزمة للمقاولات الاسبانية. وفي نفس السياق، أبرز مدير البنك الاسباني "لا كيكسا" بالمغرب السيد علي القادري الوضعية الجيدة للاقتصاد المغربي ومرونته في مواجهة الأزمة العالمية، مؤكدا أن المغرب "يجني ثمار سياسته الإصلاحية" التي أطلقها خلال سنوات التسعينيات. وأكد السيد القادري أن المغرب يتوفر على إطار ماكرو-اقتصادي "جد قوي" ويتمتع ب"مصداقية كبيرة" على المستوى الدولي كما يدل على ذلك إصدار سندات بقيمة مليار أورو تم إطلاقها مؤخرا مع نجاحات في السوق المالية الدولية. وبعد أن ذكر بالفرص الهائلة التي يتيحها المغرب لرجال الأعمال الأجانب الذين يرغبون في الاستثمار في مشاريع مدرجة في إطار مختلف مخططات التنمية القطاعية، جدد السيد القادري التأكيد على التزام مؤسسته البنكية للعمل من أجل تشجيع الاستثمارات الاسبانية في المغرب وتشجيع المبادلات التجارية بين البلدين. أما خوسي لويس ألفارو بوزالونغو المسؤول بالمحطة الحرارية لتهدارت ،التي تساهم فيها مجموعة (انديسا) الاسبانية ، فأكد على أهمية مخطط الطاقة الشمسية بالمغرب، داعيا على الخصوص مقاولات بلاده لاغتنام الفرص التي تتيحها هذه المبادرة الأساسية التي تطمح إلى إحداث خمس محطات للطاقة الشمسية في جميع أنحاء المملكة في أفق 2020.