أكد رئيس جمعية برلمانيي الصحراء، السيد محمد الشيخ بيد الله أن الوقت قد حان لكي يسترجع برلمانيو ومنتخبو الأقاليم الجنوبية دورهم في تفعيل الدبلوماسية الموازية وتوظيفها بشكل أفضل للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة. وقال السيد بيد الله، في كلمة خلال اجتماع موسع عقده برلمانيو ومنتخبو الأقاليم الجنوبية اليوم السبت بالعيون، إن أحداث الشغب التي شهدتها المدينة مؤخرا، "تطرح علينا سؤالا حول دور المنتخبين، ليس فقط بمعالجة المشاكل المطروحة محليا، وإنما بتوسيع نطاق أدائهم ليتجاوز المجال الذي انتخبوا فيه، ويشمل توظيف العمل الدبلوماسي الموازي والعلاقات الخارجية في الدفاع عن القضية الوطنية الأولى للمملكة". ودعا السيد بيد الله، في هذا الصدد، المنتخبين إلى تعزيز حضورهم في مختلف المحافل واللقاءات الدولية للتعريف بهذه القضية و"الدفاع عن ملف يشكل قطب الرحى في ما يتعلق بالعمل الدبلوماسي في بلادنا". وشدد السيد بيد الله من جهة أخرى، على ضرورة "تحسيس السلطات المحلية بأهمية الوساطة التي يمكن أن يقوم بها المنتخبون الذين يستمدون قوةً رمزية من الشعب الذي صوت عليهم، في حل المشاكل الاجتماعية للمواطنين، وتزويدهم بإمكانيات ووسائل عمل تمكنهم من ملامسة مطالب الساكنة وحلها قبل أن تتفاقم". وفي تعليقه على ما وقع من أعمال تخريبية بمدينة العيون، قال السيد بيد الله إن الأمر يتعلق ب"أحداث خطيرة وأعمال إجرامية ليست من شيمنا ولا من شيم ديننا، ونحن نشجبها ونستنكرها"، مؤكدا أن "الأيادي الآثمة التي حركتها من خلف الستار وركبت على المطالب الاجتماعية للمواطنين، ووظفتها بخبث، هي أيادي الجزائر وصنيعتها البوليساريو". وسجل السيد بيد الله أن هناك بعض الأوساط الاسبانية "الخبيثة" التي تريد أن تعكر جو الصداقة التي تربط بين المملكتين المغربية والإسبانية، منددا، في هذا الصدد، بمواقف بعض الجمعيات الإسبانية التي تعيش من فتات هذا النوع من الأحداث ولا تروم أن تعود المياه إلى مجاريها بين البلدين الجارين. وأشار إلى أن بعض الصحافيين الإسبان عمدوا إلى توظيف بعض من صور العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، بصفة "خبيثة وخطيرة" في الحديث عما وقع بالعيون، وهو ما يشكل، حسب السيد بيد الله، "زلة وخطأ كبيرين في حق الرأي العام الإسباني والمغربي وفي حق الجوار وفي حق المصالح المشتركة بين البلدين". وتناول الكلمة خلال هذا اللقاء أيضا، رؤساء مجالس جهات كلميمالسمارة، والعيون بوجدور الساقية الحمراء، ووادي الذهب الكويرة، وهم على التوالي السادة عمر بوعيدة، وحمدي ولد ابراهيم ولد الرشيد، والمامي بوسيف، حيث أعربوا عن استنكارهم للأعمال التخريبية التي شهدتها المدينة، منوهين بالطريقة الحضارية المثلى التي واجهت بها القوات العمومية هذه الأعمال الإجرامية المغرضة". وأكد رؤساء الجهات الجنوبية بالمملكة ضلوع المخابرات الجزائرية و"البوليساريو" في هذه الأعمال الرامية إلى "إثارة البلبلة وزعزعة الاستقرار في الصحراء وفق خطة عدوانية ممنهجة محددة في الزمان والمكان"، مشددين في الوقت ذاته على أن الصحراويين سيظلون على قلب رجل واحد مجندين وراء جلالة الملك محمد السادس، للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة. كما شدد المسؤولون الجهويون على ضرورة إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية للمواطنين وتلبية حاجياتهم بما من شأنه أن يوفر لهم ظروف العيش الكريم ويعزز مناخ السلم الاجتماعي الذي يسود هذه الأقاليم. وقرر برلمانيو ومنتخبو جهة الصحراء خلال هذا اللقاء توجيه رسائل في الموضوع إلى كل من رئيس الجمهورية الفرنسية، ورئيس الوزراء الإسباني، والأمين العام للأمم المتحدة ورئيس البرلمان الأوروبي، قصد وضعهم أمام حقيقة مجريات الأحداث، وتقديم المعطيات المتصلة بمخيم "اكديم إيزيك" بكل موضوعية، وكذا الجهود التي بذلتها السلطات العمومية وعرضها الاجتماعي والاقتصادي للاستجابة لمطالب المحتجين، بعيدا عن لغة التهويل والتحوير والإساءة ، وخدمة الأجندات المغرضة. وتمت خلال هذا اللقاء قراءة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء الأبرار من أفراد القوات العمومية الذين سقطوا أثناء عملية التدخل لتحرير المحتجزين في مخيم "اكديم ايزيك" ووضع حد للأعمال التخريبية التي تلته.