قدم وزير الهجرة والاندماج والهوية الوطنية والتنمية التضامنية الفرنسي إيريك بيسون، اليوم الخميس بمدينة طنجة، مشروع إنشاء المكتب المتوسطي للشباب للمقاولات المغربية. وأوضح السيد بيسون، في ندوة صحافية عقب اجتماع على هامش منتدى "ميدايز" حضره على الخصوص مستشار صاحب الجلالة السيد أندري أزولاي والكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون السيد يوسف العمراني، أن نجاح إطلاق المكتب المتوسطي للشباب رهين بتضافر جهود الاتحاد الأوربي والدول المتوسطية والمقاولات الرائدة بضفتي البحر الأبيض المتوسط. ويهدف مشروع المكتب المتوسطي للشباب إلى تسهيل حركية طلبة بعض الشعب الجامعية ذات الامتياز بين ضفتي المتوسط، وتحديد قدرة البلدان، في شمال المتوسط كما في جنوبه، على تكوين وإعداد كفاءات الغد، بهدف تعبئتهم لما فيه صالح بلدانهم الأصلية. ودعا الوزير الفرنسي المقاولات إلى الانخراط الفعال في هذه المبادرة عبر منح تداريب وتكوينات وعروض إدماج أول في سوق الشغل لفائدة الطلبة الذين سيستفيدون من هذه المبادرة، التي تندرج في إطار الرؤية الشمولية للتعاون بين الدول المتوسطية في إطار الاتحاد من أجل المتوسط. وأضاف أن المغرب يعتبر البلد المتوسطي الأول الذي "تفاعل إيجابيا" مع هذه المبادرة الرامية إلى تقنين حركية الشباب وتكوينهم بما يخدم مستقبل بلدانهم الأصلية، مبرزا أن "التقارب بين الشعوب رهين بحركية الشباب في المنطقة". ومن المنتظر أن يستفيد من خدمات المكتب المتوسطي للشباب، الذي سيقدم منحا ودعما ماليا لطلبة الدراسات العليا (الماستر والدكتوراه)، في المرحلة الأولى حوالي 700 طالب، ب` 13 شعبة ذات أولوية تتماشى مع توجهات الاتحاد من أجل المتوسط، من بينها الزراعة والصناعات الغذائية، وعلوم البيئة والأرض، والهندسة والتقنيات، والهندسة المدنية والتعمير، والنقل واللوجستيك، والتدبير والتجارة، والفندقة والطب والتقنيات الإحيائية، والطاقة. ويشارك في هذه المبادرة 16 بلدا من ضفتي البحر الأبيض المتوسط، ويتعلق الأمر بالمغرب، وفرنسا، وألبانيا، والبوسنة والهرسك، وقبرص، وكرواتيا، ومصر، وإسبانيا، واليونان، وإيطاليا، ولبنان، ومالطا، ومونتي نيغرو، وسلوفينيا، وتونس وتركيا، بالإضافة إلى الاتحاد الأوربي. ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن إنشاء المكتب في يناير المقبل، على أن يتم انتقاء الطلبة وفق معايير الاستحقاق قبل يونيو 2011، لتنطلق دراسة الدفعة الأولى في شتنبر من السنة نفسها. وتضم البلدان المشاركة في هذه المبادرة حوالي 13 مليون طالب في مختلف شعب التعليم العالي، يتابعون دراستهم في 350 جامعة عمومية، وتستقطب شعب علوم المقاولات والهندسة ودراسات الأدب والفنون حوالي نصف الطلبة بالفضاء المتوسطي.