وقع المغرب وفرنسا، اليوم الخميس بطنجة، على إعلان مشترك لتفعيل برنامج دعم إنشاء مقاولات صغرى ومتوسطة بالمغرب من قبل المغاربة المقيمين بفرنسا. ويهدف هذا الإعلان، الذي وقع عليه كل من الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج السيد محمد عامر ووزير الهجرة والاندماج والهوية الوطنية والتنمية التضامنية الفرنسي إريك بيسون، إلى مواكبة حوالي ألف مغربي مقيم بفرنسا لإحداث وتطوير مقاولات صغرى ومتوسطة بالمغرب خلال السنوات الثلاث المقبلة. وبمقتضى هذا الإعلان، تقدم وزارة الهجرة والاندماج والهوية الوطنية والتنمية التضامنية الفرنسية دعما مبدئيا قدره مليون أورو للوزارة المكلفة بالجالية المغربية بالخارج لتنفيذ المشاريع المقررة في هذا الإطار. من جانبه، تعهد الجانب المغربي بالعمل على وضع مقتضيات لمواكبة المنعشين المغاربة المقيمين بفرنسا، سواء بشكل قبلي خلال الإعداد لمشاريع إحداث المقاولات، أو خلال فترة إنجاز المشاريع بالمغرب، والعمل على إخبارهم بهذا المقتضى وفرص الشراكة والاستثمار بالمغرب. كما تعهدت الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج بتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لدعم المبادرات الاقتصادية للجالية المغربية، خصوصا ما يتعلق بالحوار السياسي والعملي مع المغاربة المقيمين بالخارج والمجتمع المدني، وتعبئة الإدارات والكفاءات المختصة، والتشاور مع الأبناك والقطاع الخاص، وكذا التفاوض مع الشركاء. وقال السيد عامر، خلال ندوة صحافية قبيل انطلاق الاجتماع الأول للخبراء حول مشروع "المكتب المتوسطي للشباب"، إن "هذا الإعلان يجسد العلاقات الثنائية المتميزة بين المغرب وفرنسا، وسيعزز علاقات الدعم الذي يقدمه شركاؤنا للتنمية في المغرب". واعتبر الوزير أن "من شأن هذه المساعدة أن تكمل برنامج 'إم دي إم أنفيست' الذي وضعته الحكومة المغربية لتشجيع استثمارات مغاربة العالم في بلدهم الأم. وأشار السيد عامر إلى أنه بالإضافة إلى هذه الشراكة، "يتباحث الطرفان حول برنامج تعاون ثنائي، سيتم اقتراحه على اللجنة المختلطة المشتركة التي ستنعقد في يونيو المقبل"، موضحا أن "هذا البرنامج سيدمج على الخصوص الجوانب المتعلقة بالتنمية التضامنية وتعبئة الكفاءات المغربية في الخارج لما فيه صالح المغرب". بدوره، أكد السيد إريك بيسون على أن المصير المشترك بالمنطقة "يعد محركا للشراكة التي يرغب المغرب وفرنسا في بنائها معا، لضمان حرية تنقل الأشخاص والنهوض بالتنمية التضامنية". وأعلن أنه "سيقترح على المغرب خارطة طريق للنهوض بالهجرة الدائرية بين البلدين"، مشيرا إلى أن من شأن المقترح أن "يضع مغاربة فرنسا، ليس فقط في قلب الصداقة المغربية-الفرنسية، بل سيعبئ موارد جديدة ستساهم في تنمية بلدهم المغرب". واعتبر أن التوقيع على هذا "الإعلان يشكل الخطوة الأولى الملموسة لخارطة الطريق بهدف تشجيع المغاربة الذين يعيشون في فرنسا على الاستثمار ببلدهم المغرب". وقد شارك الوزيران اليوم في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الأول للخبراء حول إطلاق مشروع "المكتب المتوسطي للشباب" بمشاركة 17 بلدا متوسطيا واللجنة الأوربية، وهو مشروع رائد يدعم حركية الشباب في الفضاء المتوسطي.