شكل مخطط المغرب الأخضر محور المباحثات التي أجراها خلال الاسبوع الجاري بواشنطن، وزير الفلاحة والصيد البحري السيد عزيز أخنوش مع عدد من المسؤولين الحكوميين والمؤسسات الأمريكية. وهكذا، عقد السيد أخنوش، الذي بدأ يوم الاثنين الماضي زيارة عمل إلى الولاياتالمتحدة، جلستي عمل بمقر وزارة الخارجية الأمريكية، على التوالي مع كل من السيد كريس بالديسترون، وهو مسؤول سامي بمكتب مبادرة الشراكة العالمية، وجانيت ساندرسون نائبة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية المكلفة بشؤون الشرق الأوسط. وقدم السيد أحنوش، خلال هذه الاجتماعات، الاستراتيجيات القطاعية التي أطلقت بالمغرب، والتي تعكس الدينامية التي تشهدها المملكة في مختلف المجالات، مشددا في هذا الصدد على دور القاطرة الذي يمكن أن يضطلع به المغرب في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، باعتباره فضاء للمبادلات الاقتصادية، خاصة بفضل الاتفاقات التجارية التي تربطه بعدد من بلدان ومناطق العالم. واستغل وزير الفلاحة والصيد البحري هذه المناسبة لتقديم مضمون مخطط المغرب الأخضر، الذي يروم بالأساس الارتقاء بالفلاحة وجعلها محركا للتنمية، وتحسين العائدات الزراعية كمصدر فعال لمحاربة الفقر ومكافحة التهميش الاجتماعي. كما عقد السيد أخنوش جلسة عمل مع السيد جيمس ميلر نائب كاتب الدولة الأمريكي في الفلاحة، استعرض خلالها المحاور الرئيسية لمخطط المغرب الأخضر، والدور الهام الذي يمكن أن تضطلع به وزارة الفلاحة الأمريكية في دعم الشراكات المستقبلية بين المنظمات الحكومية المغربية ونظيرتها الأمريكية، وكذا قدرتها على كسب ثقة المستثمرين الخواص الأمريكيين في المشاريع الفلاحية المغربية. وقد مكنت المرحلة الأولى من خارطة الطريق الفلاحية هاته التي استهلت بلقاء مع المتصرف المساعد بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، الطرفين من العودة إلى البرامج المشتركة الهامة التي تم إطلاقها في القطاع الفلاحي، وتحديد مجالات جديدة للتعاون تندرج في إطار أهداف مخطط المغرب الأخضر، والأولويات التي سطرتها الوكالة الأمريكية. ويتعلق الأمر ببرنامج (فيد دو فيوتشر) الذي يرغب المغرب الإنخراط فيه كشريك. كما عقد السيد أخنوش اجتماعا مع نائب رئيس الجمعية المالية الدولية، الذراع المالي للبنك الدولي، الشريك الذي يعتزم المغرب تعزيز علاقاته معه في المجال الفلاحي. وفي هذا الإطار، عقد الوفد المغربي اجتماعا آخر مع نائب رئيس البنك الدولي المكلف بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا)، شكل مناسبة لإبراز جودة التعاون القائم بين المغرب وهذه المؤسسة المالية الدولية، وللدعوة إلى الحصول على المزيد من الاعتمادات المالية لتمويل مخطط المغرب الأخضر. وبخصوص الشق البيئي الذي يوليه مخطط المغرب الأخضر أهمية خاصة، عقد الوفد المغربي اجتماعا مع رئيسة صندوق البيئة العالمي السيدة مونيك باربو، وكذا مع أندرو ستير مسؤول سامي متخصص في قضايا البيئة لدى البنك الدولي. وقد شكل هذان اللقاءان مناسبة للمغرب لإبراز المجهودات المبذولة في إطار مخطط المغرب الأخضر لحماية البيئة ومكافحة آثار التغيرات المناخية. ويتعبر برنامج زرع 12 مليون شجرة سنويا إحدى أهم المبادرات التي تم اتخاذها في هذا الاتجاه. وختم الوفد المغربي المرحلة الأولى من خارطة طريقه الفلاحية باجتماع مع مسؤولين سامين بحساب تحدي الألفية، الذي يمول برامج هامة بالمغرب، خصوصا تلك المتعلقة بزراعة الأشجار. وقد شكل هذا اللقاء فرصة سانحة للوقوف على مختلف هذه البرامج ودراسة المراحل المقبلة بين الشريكين.