تكشف الجزائر مرة أخرى عن ازدرائها لكل ما هو إنساني وحقوقي، وتمنع والد وشقيق مصطفى سلمة ولد سيدي مولود من دخول التراب الجزائري، وترحلهما على متن أول طائرة متوجهة إلى مدريد. فالجزائر التي تعودت، في كل مرة وحين، التشدق بأنها " إنما تدافع عن القضايا العادلة وتقف إلى جانب المقهورين" ابتلعت لسانها هذه المرة `` كما مرات سابقة `` ومنعت إسماعيلي مولاي سلمة وابنه محمد الشيخ من زيارة زوجة وأبناء مصطفى بمخيمات تندوف للاطلاع على أحوالهم بعد أن اختطفت مليشيات "البوليساريو"، التي تحتضنها الجزائر، رب الأسرة، الذي لا يزال مصيره مجهولا لحد الآن، وإن كانت كل الدلائل تشير إلى أنه معتقل في مكان ما فوق التراب الجزائري تحديدا. ففي محاولة منه لزيارة أسرة ابنه، تكبد هذا الشيخ، الذي جاوز عقده الثمانيني والمكلوم في فلذة كبده، عناء السفر ومتاعب الرحلة، وهو يمني النفس بلقاء أحفاده ليطلع على أحوالهم بعد أن اختطف أبوهم، غير أن أصحاب القرار في الجزائر كان لهم رأي مخالف وقرروا حرمانه من هذا اللقاء ليقبع رفقة ابنه محتجزين بالمطار، منذ الساعة الثانية من بعد زوال أمس الاثنين إلى صباح اليوم الثلاثاء ليتم ترحيلهما باتجاه إسبانيا. واكتفت السلطات الجزائرية، التي تجيد دوما وأبدا السباحة ضد التيار في كل شيء يتعلق بحقوق الإنسان وحرية التنقل، حتى ولو كان الأمر يتعلق بشيخ لا يبغي سوى زيارة أحفاده، بتكليف أحد مسؤوليها، الذي أكد لهما أنهما "ممنوعان من دخول التراب الجزائري". ولمتسائل أن يقول .. وما الضير في أن يقوم شيخ فجع في ابنه الذي اختطف فوق التراب الجزائري لو سمح له بزيارة منطقة تندوف للقاء أحفاده .. أيشكل هذا تهديدا للأمن القومي الجزائري مثلا ? تضيع الأجوبة على هذا التساؤل لأن الجزائر المصرة على معاكسة منطق التاريخ والجغرافيا لا ترغب في أن يصل تندوف، "ذاك الحرم الذي أوقفته على صنيعتها المدللة "البوليساريو" التي لها فيها عدة مآرب"، أي شخص أو هيئة حتى ولو كان شيخا طاعنا في السن يتلمس طريق أحفاده. يذكر أن المناضل الصحراوي مصطفى سلمة ولد سيدي مولود كان قد اختطف يوم 21 شتنبر المنصرم من طرف مليشيات (البوليساريو) في طريق عودته إلى مخيمات تندوف من أجل الالتحاق بعائلته وذلك لمجرد أنه عبر عن رأيه بخصوص مشروع الحكم الذاتي المقترح من طرف المغرب باعتباره الحل المنطقي والوحيد لقضية الصحراء. وكانت السلطات الجزائرية قد منعت والد وشقيق مصطفى سلمة ولد سيدي مولود من دخول التراب الجزائري، حيث تمت محاصرتهما بمطار الجزائر العاصمة منذ الساعة الثانية من بعد ظهر أمس الإثنين إلى غاية صباح اليوم الثلاثاء قبل أن يرحلا على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية في اتجاه مدريد.