أكد السيد محمد الشيخ بيد الله الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة أن خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى ال35 للمسيرة الخضراء يحمل رسائل عدة. وأوضح السيد بيد الله، اليوم الاثنين في تصريح لوكالة المغرب العرب للأنباء، أن خطاب جلالة الملك أكد أن المملكة المغربية ستتابع دعمها للممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي متفق عليه في إطار الوحدة الترابية والوطنية للمملكة المغربية. واعتبر أن الخطاب الملكي حمل رسالة أخرى مفادها أن تحركات خصوم الوحدة الترابية الوطنية خاصة الجزائر و(البوليساريو) لن تؤثر في مسيرتنا الديمقراطية، وهذه "رسالة مهمة نفهمها عندما رأينا أن الأحداث الأخيرة كانت تريد التشويش على هذه المسيرة وعلى انفتاح مساحات الحرية والديمقراطية التي عرفتها بلادنا". كما شدد على أن الخطاب السامي تضمن خطة طريق حول المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية ووسائل جديدة لتقوية مشروعيته وانفتاحه على فئات لها تمثيلية كبيرة منها المجتمع المدني وجيل جديد من رجال الأعمال والمنتجين في المنطقة الذين هم نتيجة المسيرة الخضراء، والانفتاح على العائدين وفيهم شخصيات كبيرة لهم تجربة واسعة سيغنون بها الحكامة بصفة عامة، وكذا الانفتاح على المقيمين بالخارج. وأكد أن هذا الأمر بمثابة تلاقح "سيكون مفيدا وبالتالي هذه المكونات الجديدة ستقوي شرعية الكوركاس وستمنح له وسائل جديدة لتحسين مردوديته وحكامته"، إضافة إلى أنها ستمكن من البحث عن آليات جديدة للمصالحة بين جميع الصحراويين بعد سنوات من الفراق بين المجموعات التي توجد بمخيمات لحمادة وسكان المناطق الجنوبية. وأشار السيد بيد الله، من جهة أخرى، إلى استمرار الدولة في التنمية البشرية المستدامة بتخصيص الوكالة الحالية (وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية لوداي الذهب والساقية الحمراء) أي الأقاليم المسترجعة لكي تكمل التنمية البشرية، مبرزا أن البنية التحتية الحالية في هذه المناطق متقدمة (الطرق، المطارات، المدارس، المستشفيات، الماء الصالح للشرب..)، وأن المؤشرات المحلية أعلى من مؤشرات أغلب المناطق في شمال المملكة وبالتالي ما يبقى هو اندماج العنصر البشري في النسيج الاقتصادي والاجتماعي وخلق فرص شغل جديدة والتكفل بخلق نسيج اقتصادي محلي مدر للدخل يمكن من تشغيل الشباب وبالأخص الشباب المثقف وخريجي الجامعات. كما أنه يضيف السيد بيد الله س سيتم خلق وكالة جديدة تعنى بالمناطق المتاخمة (طرفاية، طان طان، كلميم أسا، طاطا، آيت باعمران) حيث ستحدث قطبا جديدا للتنمية موازيا مع القطب القديم الذي سيرفع من وتيرة التنمية، وبالتالي التوفر على قطبين متكاملين متناغمين في المنطقة الصحراوية بصفة عامة إلى غاية طاطا، خاصة أن هذه المناطق المتاخمة لها وكالة أخرى تعنى بالنخيل. كما أبرز السيد بيد الله أن الخطاب حمل رسالة أخرى مهمة جدا، وهي نداء للرأي العام الدولي لتشخيص الدوائر التي تعرقل مسيرتنا للأمن والسلم في المنطقة ومن يتملص من مسؤوليته، مؤكدا أن أول من تتجه إليه الأنظار هو الجزائر. وفي هذا السياق أشار إلى أن من يقال عنهم اللاجئين لا يتمتعون بأي صفة من صفات اللجوء وبالتالي هم محتجزون ترابيا ونفسيا وسياسيا واقتصاديا لأن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لم تتمكن من إحصائهم ولم تسمح لهم الجزائر بالقيام بذلك، معتبرا أنه لو تم إحصاؤهم لوجدوا من هو جزائري ومالي ومن شمال موريتانيا. وأكد أنه ليست لهم امكانية للتحرك والتنقل، وهذا من أبسط حقوق الانسان، والانتقال من مخيم إلى آخر لا يتم إلا برخصة ولا يمكن لهم العمل في الجزائر وبالتالي هم محتجزون. وأكد السيد بيد الله من جهة أخرى أن الخطاب الملكي رسالة كبيرة لسكان المخيمات بأنهم من رعايا صاحب الجلالة وأن المغرب ينظر إليهم كإخوانهم في الأماكن التي تحت النفوذ المغربي، مشيرا إلى أن الوقائع أثبتت أن الحل المغربي يجذب إليه هؤلاء السكان وهو ما يفسر رجوع مئات الأشخاص من أجيال جديدة ترعرعت وكبرت في مخيمات تندوف ومع ذلك عادت وليست لها أي ذكرى عن المدن المغربية الصحراوية. كما شدد على أن المغرب مصمم على البحث عن حل يضمن لهم العيش الكريم بخلق وسائل جديدة للتنمية البشرية، وأنه كيفما كانت المناوشات فإنها لن تثني المغرب عن مواصلة تنمية المنطقة والتفكير في مستقبلها كجميع المناطق.