انطلقت اليوم الإثنين بمراكش ندوة، تستمر ثلاثة أيام، حول "إزالة الثلوج" وذلك بمشاركة ثلة من المسؤولين بوزارة الداخلية والمنتخبين المحليين وخبراء سويسريين في هذا المجال. وتدخل هذه التظاهرة المنظمة من قبل وزارة الداخلية بتعاون مع سفارة سويسرا بالرباط، في إطار تعزيز علاقات التعاون المغربية -السويسرية، فضلا عن كونها تشكل أرضية لتبادل التجارب ومحاولة تقديم حلول ناجعة في ما يتعلق بتقليص مخاطر الآفات الناجمة عن التساقطات الثلجية. وسيناقش المشاركون في هذه الندوة مواضيع تهم"البرنامج الوطني للتقليل من وقع موجة البرد"و"تدبير الثلوج وانهيار الثلوج/التجربة السويسرية" و"الاجراءات التنظيمية والتقنية للمصلحة الشتوية" و"انهيار الثلوج والكوارث الطبيعية". وأوضح المسؤول عن مركز اليقظة والتنسيق بوزارة الداخلية، أن الغاية من عقد هذا اللقاء بمراكش، الذي يعرف حضور عمال سبع عمالات وأقاليم عبر التراب الوطني ورؤساء الجماعات القروية الذين يعيشون هذا المشكل طيلة فصل الشتاء، يتمثل في كون هذه المنطقة تعرف انهيارات ثلجية تؤدي الى قطع بعض الطرق والمسالك القروية وعزل العديد من الدواوير. وبهذه المناسبة نوه المسؤول بالتعاون المثمر القائم بين المغرب وسويسرا، معلنا عن استعداد سويسرا لتقديم كل وسائل الدعم من خلال إشرافها على تكوين المنتخبين والتقنيين المسؤولين على الآليات التي تساهم في فك العزلة عن مختلف الدواوير المعنية بالإنهيارات الثلجية. وتطرق من جانب آخر للبرنامج الوطني للتقليص من حدة وقع موجة البرد الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس أهمية كبرى من خلال إصدار أوامره السامية الرامية الى خلق مستشفيات عسكرية في بعض المناطق التي تواجه مثل هذه الاكراهات المناخية تحسبا لفصل الشتاء وتقديم فحوصات وعلاجات للأشخاص المتضررين. وبهذا الخصوص، تطرق المسؤول عن قطب التخطيط بمركز اليقظة والتنسيق في تدخله الى البرنامج الوطني للحد من آثار الثلوج، والمتمثل في إحصاء جميع الدواوير التي تعاني من هذه الاكراهات التي تصل الى 1049 دوارا موزعة على 19 عمالة وإقليم وعلى 157 جماعة قروية وتهم أزيد من 134 ألفا من السكان. وأضاف أن هذه الدواوير يتم ترتيبها حسب ثلاثة مستويات، المستوى الأول (اللون الاحمر) الذي يمثل خطورة أكبر لكون بعض الدواوير تعرف عزلة تامة تدوم مدة أسبوعين، حيث تحظى بوضع برنامج احترازي من قبل الولاة والعمال المعنيين على المدى القصير لتجنب عزلة الدواوير وخلق مستودعات لجمع الادوية وحطب التدفئة والغاز بوتان لتوفير المواد الاولية الضرورية لفائدة الساكنة المعزولة، فضلا عن فتح الطرق وتجهيزها بالآليات الضرورية. أما المستوى الثاني (اللون البرتقالي) حيث تنعزل فيه بعض الدواوير لمدة أسبوع، في حين يمتد المستوى الثالث (اللون الاصفر) الى غاية يومين الى ثلاثة أيام. وأشار الى الوسائل التي يجب توفيرها من طائرات هليكوبتر لإرسال الإعانات الضرورية على وجه السرعة لساكنة الدواوير المعزولة وكيفية توفير بالخصوص شبكة الهاتف النقال للاتصال بالمسؤولين والساكنة المحلية والكهرباء. ومن جانبه أعطى المستشار بسفارة سويسرا بالرباط (مديرية التنمية والتعاون) السيد فابريزيو بوريتي، لمحة شمولية عن مختلف العمليات التي تقوم بها مديرية التنمية والتعاون، ضمنها مشروع تنمية الإسعاف التطوعي عن قرب مع فعاليات المجتمع المدني وبتعاون مع مصالح الوقاية المدنية بمدينة فاس، ثم مستقبلا مع مدينتي مكناس وصفرو. وأضاف أن هذه المديرية ومدينة فاس ووكالة تنمية الحوض المائي بصفرو تعمل من أجل وضع آلية في حالة وقوع فيضانات، موضحا أنه تم إنجاز خرائط خاصة بالمخاطر بكل من بني ملالوفاس بتعاون مع الجامعات، فضلا عن تعزيز الانشطة بالمغرب تهم تقليص المخاطر والكوارث وذلك في إطار اتفاقية شراكة مع مديرية الوقاية المدنية. وأشار المسؤول السويسري الى أن مختلف هذه الانشطة تتماشى مع أهداف تعزيز التعاون بين سويسرا والمغرب، معتبرا أن تحقيق هذه المقاربة تستدعي إرساء شراكات مثمرة وفعالة. وبهذه المناسبة، سيقوم المشاركون بزيارة استطلاعية لجماعة "أوغنس "بمنطقة أوكايمدن التي تعرف تساقطات ثلجية هامة خلال فصل الشتاء.