أكدت الصحف الوطنية الصادرة اليوم الإثنين أن الخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين للمسيرة الخضراء المظفرة، يشكل خارطة طريق جديدة "ترسم ملامح السياسة الوطنية خلال المرحلة المقبلة في قضية الصحراء المغربية، وتحذيرا شديد اللهجة لخصوم الوحدة الترابية للمملكة". وكتبت صحيفة (الصباح) في افتتاحية بعنوان "تجديد المسيرة"، أن "الخطاب الملكي وضع النقاط على الحروف، وذهب إلى الطرف المعرقل لكل تسوية، الجزائر كما العادة، لكنه لم يقف عند التنديد بل أثار مسؤولية المجموعة الدولية التي يتعين عليها - يقول جلالة الملك، -أن تحدد، بشكل واضح وصريح، المسؤولين عن عرقلة المسار التفاوضي، وهم خصوم المغرب، الذين يصرون على الجمود والتعنت والانقسام، بدل الدينامية والحوار والوئام". وأشار كاتب الافتتاحية إلى أن الخطاب الملكي "استوقف كثيرا من المسائل الجهوية في تدبير ملف القضية الوطنية، وأعاد ترتيب أولوياتها بما يعيد تجديد النخب والهياكل والتصورات، في انتظار أن تتخلى الجزائر عن عقدتها وتترك قطار التنمية في المغرب العربي يمر عبر ترابها إلى بلدان الجوار". وأكدت صحيفة (الأحداث المغربية)، من جانبها، أن صاحب الجلالة وجه في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء ثلاثة رسائل جادة لكل من الجزائر والمجتمع الدولي. وأشارت إلى أن الرسالة الأولى أكدت أن المغرب الذي يمارس سيادته على كامل ترابه ويلتزم بمسؤولياته القانونية الدولية، لن يسمح بأي خرق أو تعديل أو تشكيك في مغربية هذه المناطق، أما الرسالة الثانية التي وجهها صاحب الجلالة فتتعلق بنداء واضح وشفاف للمسؤولين عن عرقلة المسار التفاوضي حول قضية الصحراء المغربية، فيما همت الرسالة الثالثة المسؤولية التي يتحملها المجتمع الدولي في حماية المغاربة المحتجزين بمخيمات تندوف. وأضافت الصحيفة أن الخطاب الملكي أعلن أيضا مواصلة تنفيذ الاستراتيجية المندمجة من أجل تنمية الأقاليم الجنوبية. أما صحيفة (بيان اليوم)، فرأت أن خطاب المسيرة الخضراء أعطى إشارات واضحة على أن المغرب ثابت في موقفه، ويسعى إلى جعل المرحلة المقبلة حاسمة في الدفاع عن وحدته الترابية. واعتبر كاتب الافتتاحية أن الإشارات التي تضمنها الخطاب الملكي أعادت التذكير بجدية المغرب وقوة موقفه، وفضحت جمود خصومه وتعنتهم وشرودهم، وطالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته والسعي لوقف هذا العبث، ودعت المغاربة إلى مواصلة التعبئة. وتحت عنوان "الملك يضع المنتظم الدولي أمام مسؤولياته"، كتبت صحيفة (التجديد) أن "الخطاب الملكي يؤرخ لمرحلة جديدة في مسار قضية وحدتنا الترابية عنوانها التحول إلى اعتماد دبلوماسية هجومية شاملة، لها ما يبررها وطنيا ودوليا". وأكدت أن مبادرة الحكم الذاتي التي أطلقها المغرب "لم يكن دور فقط في تعزيز الإجماع الوطني حول الوحدة الترابية، وإنما دفعت كل أبناء الوطن من فرقاء سياسيين ومكونات المجتمع المدني إلى دعم دبلوماسية الدولة من خلال دبلوماسية شعبية موازية كان لها وزنها المقدر في لفت انتباه المنتظم الدولي إلى عدالة قضية وحدتنا الترابية". وأشارت الصحيفة إلى أن ما عزز توجه المغرب إلى اعتماد هذه الدبلوماسية "الأثر الكبير الذي أحدثته مبادرة الحكم الذاتي داخل مخيمات تندوف، والذي كان له انعكاس على مستوى تزايد وتيرة العائدين إلى المغرب الفارين من هذه المخيمات". من جانبها، ذكرت صحيفة (أوجوردوي لوماروك) أن "جلالة الملك وجه رسالة صارمة إلى جميع أولئك الذين يحاولون استغلال المكتسبات الديموقراطية الوطنية من أجل أغراض انفصالية". وأوضحت الصحيفة أن خطاب المسيرة الخضراء رسم طريقا واضحا لأولئك الذين يرغبون في الانخراط في حل واقعي ونهائي وعادل لمشكل الصحراء المغربية المفتعل"، مبرزة أن هذا الخطاب شكل أيضا "خارطة طريق دبلوماسية وسياسية واجتماعية واقتصادية تحدد معالم السياسية الوطنية خلال المرحلة المقبلة وضية الوحدة الترابية للمملكة". وأضافت أن الخطاب "يشكل رسالة واضحة موجهة لعالم بأسره مفادها أن الحل يمر عبر الحكم الذاتي ولا شيء غير الحكم الذاتي". ومن جهتها، كتبت صحيفة (لوبنيون) أن "جلالة الملك دعا، من خلال هذا الخطاب، المجتمع الدولي إلى تبني موقف تجاه من يعرقلون المسار التفاوضي حتى يعدلوا عن مناوراتهم اليائسة، التي وجهت لها الدبلوماسية المغربية والمنجزات الكبرى على الأرض هزائم نكراء". وأوضحت أن "الطريق الحكيم الذي اختاره المغرب ينبع من الطموح والالتزام بمضاعفة المنجزات في مجال التنمية، والسر قدما ف مسار الوحدة والاستقرار والتقدم والنماء".