تنعقد بمدينة سيوداد دو لا بلاتا الأرجنتينية، من 8 إلى 13 نوبر الجاري، أشغال المؤتمر العالمي العاشر للإذاعات المجتمعية، بمشاركة حوالي مائة بلد من ضمنها المغرب. وسيمثل المغرب في هذا اللقاء العالمي، الذي تنعقد أشغاله للمرة الثانية في بلد من أمريكا الجنوبية، الأستاذ جمال الدين الناجي المنسق العام للحوار الوطني حول "الإعلام والمجتمع" وأستاذ كرسي اليونيسكو في مجال الاتصال العمومي والمجتمعي. وقال السيد الناجي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا اللقاء، الذي سيضم 400 مشارك من المذيعين ومن مصالح إذاعية مجتمعية لأكثر من 110 بلدا، ويجسد الحركية العالمية الواسعة لهذا الصنف الإذاعي، سيشكل مناسبة لتقديم الوضع الجديد للحقل الإعلامي الوطني. وأضاف أن المغرب منخرط بشكل فعال في هذا المجال اعتبارا لبعض التجارب الرائدة في البث الإذاعي المتدفق الذي تباشره مجموعة من المنظمات غير الحكومية وجمعيات تنموية. وأوضح أن هذا الفضاء الجديد للتعبير (وسائل الإعلام المجتمعية والجمعوية +إذاعة وتلفزيون+) تم تناوله بإسهاب خلال جلسات ونقاش الحوار الوطني، كما تمت إثارته والتعليق عليه في عدد من مذكرات الأحزاب السياسية. وذكر بأن اجتماع دي لا بلاتا يأتي عقب المؤتمر العربي-الإفريقي للرابطة العالمية للإذاعات المجتمعية (أمارك)، الذي تم عقد بمدينة الرباط في أكتوبر 2007 تحت شعار "الإذاعات الجماعية بإفريقيا-المغرب العربي والشرق الأوسط .. تبادل التجارب لتطوير وبناء الديموقراطية من القاعدة". وأبرز الإعلامي المغربي أن هذا المؤتمر الأول، الذي نظمته الهيئة الدولية للإذاعات المجتمعية بإفريقيا، ومكتب اليونيسكو بالرباط، وكرسي اليونيسكو للتواصل العمومي والجماعي، اختتم أشغاله بتبني "إعلان الرباط"، مشيرا إلى أن هذا الحدث مكن حوالي المائة من إذاعات شمال إفريقيا والشرق الأوسط من تحسين أدائها، وتطوير وسائل التأثير الاجتماعي للإذاعة المجتمعية في البلدان التي تتواجد بها مسبقا. وأضاف أن لقاء الرباط انكب، أيضا، على بحث وسائل خلق فضاء إعلامي ملائم يتيح للإذاعة المجتمعية الازدهار داخل البلدان التي لا تتوفر على هذا النوع من البث الإذاعي، لا سيما في دول المغرب العربي والشرق الأوسط، وذلك عبر الاستغلال الجيد للتجارب الإفريقية في هذا المجال. وحسب المنظمين، فإن المؤتمر العالمي (أمارك) بالأرجنتين يهدف، بالخصوص، إلى كيفية تحديد أفضل الممارسات في وسائل الإعلام المجتمعية وتهيئة البيئة القانونية لوسائل الإعلام من أجل التنمية المجتمعية، وتطوير المحتوى الذي سيؤدي إلى التغيير الاجتماعي، وإشراك المزيد من النساء في هذا القطاع. وتضم (أمارك)، التي أحدثت سنة 1983، أكثر من أٍربعة آلاف إذاعة مجتمعية في ما يزيد عن 115 بلدا. وتدعو هذه الهيئة إلى الحق في التواصل على المستوى الدولي والوطني والمحلي، كما تدافع عن مصالح الإذاعات المجتمعية عبر التضامن والتحالف الشبكي والتعاون.