ناشدت فعاليات المجتمع المدني من شمال وجنوب المملكة، أمس السبت، من مدينة الحسيمة المنتظم الدولي بالتدخل من أجل فك الحصار عن المحتجزين المغاربة بمخيمات تندوف وتمكينهم من العودة إلى أرض الوطن. وعبرت هذه الفعاليات خلال ندوة علمية نظمتها "الرابطة المغربية للدفاع عن التراب الوطني بالحسيمة" بمناسبة الذكرى ال35 للمسيرة الخضراء تحت شعار "جميعا من أجل مغرب متضامن" عن إدانتها القوية لعملية اختطاف السيد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود لمجرد تعبيره عن رأيه ومساندته للمقترح المغربي بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الجنوبية المسترجعة. وأهابت بالهيئات الحقوقية والمنظمات الإنسانية وكافة شرائح الشعب المغربي وقواه الحية إلى التعبئة الشاملة والدعم المتواصل لدى المحافل الدولية من أجل إطلاق سراح السيد مصطفى سلمة وتمكينه من التعبير عن رأيه بكل قناعة وحرية ومسؤولية ، داعية المنتظم الدولي إلى التدخل من أجل الإفراج عن جميع المغاربة المحتجزين في مخيمات تندوف والسماح لهم بالالتحاق بأرض الوطن. وفي هذا السياق، أكد السيد أماد حمدي أحد العائدين من مخيمات تندوف من خلال شهادته الحية أن المحتجزين يتعرضون لانتهاكات جسيمة داخل هذه المخيمات، مشيرا إلى أن خير دليل هو ما تعرض له السيد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود من تعذيب وتنكيل عندما عبر عن رأيه. وأبرز أن قيادة "البوليساريو" مدعومة من طرف المخابرات الجزائرية تمارس حصارا مشددا على ساكنة المخيمات، التي تعيش في الوقت الراهن على وقع مجموعة من الخروقات، إذ تنعدم أبسط شروط التعبير عن الرأي. وطالب بهذه المناسبة المنتظم الدولي بالتدخل من أجل تجريد ميليشيات "البوليساريو" من الأسلحة ووقف الانتهاكات التي يتعرض لها المحتجزون يوميا داخل المخيمات، وكذا داخل سجون سرية توجد بأراضي قاحلة يصعب التعرف عليها ، مؤكدا أن غالبية المحتجزين يتطلعون إلى الالتحاق بأرض الوطن تلبية للنداء الملكي السامي إن الوطن غفور رحيم. من جهتها أكدت السيدة خيدومة أبا رئيسة شبكة النسيج الجمعوي النسائي بإقليم بوجدور في مداخلة لها أن هذا اللقاء الإشعاعي الوطني، الذي جمع بين فعاليات المجتمع المدني من الشمال والجنوب، يهدف إلى نشر وترسيخ قيم المواطنة بجميع المناطق المغربية خاصة بالأقاليم الجنوبية، وتعزيز أواصر التعاون والتواصل بين الشمال والجنوب. ودعت بهذه المناسبة جميع شرائح المجتمع المغربي الى مواصلة التعبئة من أجل الكشف عن الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها ميليشيات "البوليساريو" بدعم من الجزائر في حق المغاربة المحتجزين بمخيمات العار بتندوف والتدخل لفك الحصار عنهم وتمكينهم من الالتحاق بوطنهم الأم. وبهذه المناسبة تطرق الأستاذ محمد أتركين أستاذ بالكلية المتعددة الاختصاصات بسطات خلال هذه الندوة إلى موضوع "انتهاكات حقوق الإنسان الممنهجة بمخيمات تندوف "، مشيرا إلى أن الخروقات ظهرت بمخيمات العار منذ التحاق الفوج الأول من أعضاء قيادة "البوليساريو" بأرض الوطن والتي فضحت آنذاك الممارسات القمعية الممنهجة التي يتعرض لها المغاربة هناك. من جانبه تطرق الأستاذ محمد لعرج أستاذ بكلية الحقوق بفاس إلى موضوع " الحكم الذاتي المقترح من طرف المغرب"، مبرزا أسس ومضامين مبادرة الحكم الذاتي التي أتت كصيغة توافقية قصد فض النزاع المفتعل بالأقاليم الجنوبية المسترجعة ، مشيرا إلى أن مشروع الحكم الذاتي يندرج ضمن الجهوية السياسية الموسعة التي ترتكز على دولة القانون والحريات الفردية والجماعية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.