انطلقت، مساء أمس السبت بالعاصمة التونسية، فعاليات الدورة ال23 لمهرجان "أيام قرطاج السينمائية"، بحضور العديد من الشخصيات الرسمية ونجوم الفن السابع العرب والأفارقة والأجانب. وستتميز هذه التظاهرة، التي تستمر إلى غاية 31 أكتوبر الجاري، بعرض أكثر من 200 فيلما تتوزع بين أفلام روائية طويلة وأخرى قصيرة ووثائقية، من بينها ثلاثة أفلام مغربية هي (الجامع) لداود أولاد السيد و (زمانا) لجليل داود، وكلاهما يشاركان في المسابقة الرسمية، بالإضافة إلى (لي بارون) لنبيل بن يدير في قسم سينما العالم. وتتكون لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية والمسابقة الوطنية للأفلام التونسية، التي أسندت رئاستها للمخرج المغربي نبيل عيوش، من عدد من السينمائيين من الجزائر وتونس ومصر والكامرون، فيما أسندت رئاسة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة للمخرج الهايتى راوول باك، وتضم سينمائيين من السينغال ومصر وتونس وأفغانستان وفرنسا وسوريا. وسيكون في وسع جمهور الفن السابع، طوال أيام المهرجان، متابعة كم هائل من الأفلام، ما بين روائي طويل وقصير ووثائقي تنتمي في أغلبها إلى "سينما المؤلف". وتعرض هذه الأفلام في عدة أقسام، هي المسابقة الرسمية التي تقتصر على البلدان العربية والإفريقية (13 فيلما طويلا و 11 فيلما قصيرا)، والمسابقة الرسمية للأشرطة الوثائقية، والمسابقة الوطنية للأفلام التونسية القصيرة وأفلام من العالم، بالإضافة إلى عروض خاصة من عدد من البلدان العربية والإفريقية ومن أمريكا اللاتينية. وسيتم خلال هذه الدورة تكريم العديد من الفنانين العرب والأفارقة، ومنح جوائز متنوعة تتمثل بالأساس في جائزة منظمة المرأة العربية لأحسن فيلم يتناول قضية المرأة العربية، بالإضافة إلى جوائز (التنيت) المعتادة. وبعد أن أعطى وزير الثقافة التونسي، عبد الرؤوف الباسطي، إشارة الافتتاح الرسمي ل`"أيام قرطاج السينمائية"، تابع الحاضرون فيلم (الرجل الذي يصرخ) للمخرج التشادي محمد صالح هارون، وهو فيلم حائز على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لمهرجان "كان" السينمائي لسنة 2010، ويتناول بشكل درامي التأثير النفسي للحرب الأهلية في التشاد على العلاقة بين أفراد الأسرة (الأب وابنه) وما ينطوي عليه هذا الصراع المسلح من تعقيدات ومشاكل اجتماعية وسياسية واقتصادية أصبحت تعاني منها عدة مناطق من القارة الإفريقية.