أبرز الوفد المغربي الذي شارك، أمس السبت بصورينتو (جنوب إيطاليا)، في حفل التوقيع على الاتفاق الثاني للتوأمة بين هذه المدينةوالعيون، البعد السياسي العالي لهذا الاتفاق والآفاق التي سيفتحها من أجل إحداث تقارب مع المدن الايطالية الأخرى. (ووصف أعضاء الوفد، الذي يقوده رئيس الجماعة الحضرية لمدينة العيون، السيد مولاي حمدي ولد الرشيد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، اتفاق التوأمة المبرم بين المدينتين بأنه "مكسب سياسي هام"، معبرين عن ارتياحهم للواقع القانوني والحقيقة المعترف بهما للمغرب في سيادته على أقاليمه الجنوبية. ويرى السيد ولد الرشيد أن التوقيع على عقد التوأمة يعد بمثابة اعتراف بأن هذه المدينة الواقعة جنوب المملكة تعتبر جزءا لا يتجزأ من التراب الوطني. كما أعرب عن سروره بكون هذه التوأمة تعد الأولى التي تبرمها مدينة العيون مع مدينة إيطالية، معربا عن اعتزازه لرؤية العلم الوطني يرفرف على واجهة المجلس البلدي لهذه المدينة إلى جانب العلم الإيطالي. من جانبه، أكد السيد أحمد لخريف، النائب الأول لرئيس الجماعة الحضرية للعيون، أن الأمر يتعلق بمكسب سياسي بالغ الأهمية واعتراف بسيادة المغرب على كل أراضيه. وأشار السيد لخريف، الذي تطرق لأبعاد هذا الاتفاق، إلى أن هذا الأخير يهم الشق الاقتصادي والاجتماعي والسياحي البالغ الأهمية بالنسبة لمنطقة العيون. وتطرق في هذا السياق، إلى إحداث لجنة تتبع تتألف من 12 عضوا، ستة من كل مدينة، ستتكلف باستكشاف المشاريع ذات الأولوية بهدف تنفيذ شراكة حقيقية بين الطرفين. ومن بين القطاعات ذات الأولوية، ذكر السيد لخريف التكوين المهني في مجالات السياحة لفائدة الشباب في العيون، والصيد البحري، وصادرات الصناعة التقليدية بالأقاليم الصحراوية. وبدوره، أعرب السيد حسن أبو أيوب سفير المغرب بإيطاليا، عن قناعته بأن التوقيع على اتفاق التوأمة يعد مثالا ستسير على منواله بلديات أخرى سواء في الأقاليم الجنوبية للمملكة أو في إيطاليا. وقال السيد أبو أيوب إن "بلديات (إيطالية) أخرى، التي كان لي شرف زيارتها، تحذوها نفس القناعة في بلد له رصيد 150 سنة من الحكم واللامركزية والتدبير المعمق". من جانبه، قال السيد سيدي صالح دحا مسؤول العلاقات الدولية بوكالة إنعاش التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم جنوب المملكة، إن إبرام عقد التوأمة يشكل بداية لمسلسل من التعاون اللامركزي الذي تعتزم مدينة العيون العمل به في المستقبل. وأضاف السيد دحا أن هذا العقد يأتي أيضا في إطار حرص مدينة العيون على إقامة روابط قوية مع المدن الأوروبية من أجل النهوض بالأقاليم الجنوبية للمملكة وبمؤهلات المنطقة، وعلى الخصوص في قطاعي السياحة والصيد البحري، وذلك من أجل استقطاب الاستثمارات. من جهته، أكد عمدة صورينتو، السيد غيوسيبي كومو، في تصريح مماثل، على أهمية هذه التوأمة بالنسبة لمدينته التي ستساهم بلا شك في تطوير العلاقات بين المدينتين خاصة في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية. وأوضح أن هذه التوأمة تمكن كذلك مدينة صورينتو من وضع خبرتها في هذه المجالات رهن إشارة مدينة العيون وسكانها من أجل المساهمة في التنمية الشاملة التي تعرفها هذه المنطقة. وعبر السيد كومو، الذي لم يكن يشغل منصب عمدة للمدينة في أبريل 2009 حيث تم التوقيع على العقد الأول لاتفاق التوأمة، عن استعداده للقيام بزيارة للعيون في أبريل المقبل ليقف عن كثب على مستوى التنمية الذي تشهده هذه المدينة. وينص عقد اتفاق التوأمة على إرساء المدينتين علاقات تعاون ومبادلات دائمة في المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياحية والتجارية والعلمية. ويتكون الوفد المغربي، الذي توجه إلى صورينتو، أيضا من السادة الطيب الموساوي برلماني ورئيس غرفة التجارة والصناعة بالعيون، وغزلات مولاي أحمد، رجل أعمال وعضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، وسيداتي غلاوي، منسق الوفد.