(إعداد : عمر الروش) يبلغ زهو يونغمينغ من العمر 63 سنة ودينغ كينغبو 21 سنة، الأول متقاعد ورب أسرة، والثاني طالب. ظاهريا ليس هناك ثمة تشابه بينهما، إلا أن الإثنين متطوعان في المعرض الدولي لشنغهاي 2010، المنظم من فاتح ماي إلى 31 أكتوبر الجاري، لينضما بذلك إلى جيش من المتطوعين قوامه 170 ألف شخص، آثروا أن يسخروا وقتهم لإنجاح هذا الحدث الدولي. وكما يقال "التطوع ليس له عمر معين، إنه مسألة شغف"، فبمجرد الإعلان عن توظيف متطوعين للعمل خلال المعرض الدولي لشنغهاي 2010، بادرت إلى تقديم ترشيحي"، يقول يونغمينغ، الذي يرتدي لباسا ملونا بالأبيض والأسود اللونين الرسمية للمعرض. وأضاف يونغمينغ، وهو يقدم خريطة قطار الأنفاق لشنغهاي إلى إحدى السائحات، أنه يريد، بمبادرته هذه، تقديم دعم صغير لهذا الحدث الكبير ومساعدة زوار الصين. وبابتسامة لا تفارق شفتيه، كان يونغمينغ يرد على أسئلة السياح، فبالنسبة إليه "مساعدة الآخرين ليست لها علاقة لا بالسن ولا بالجنس ولا بالجنسية. إنها مسألة شغف". فبجانبه، يتواجد دينغ كينغبو وأمامه جهاز كمبيوتر محمول حيث يقدم للسياح المعلومات التي يرغبون في الاطلاع عليها باللغة الصينية أو الانجليزية. وأشار إلى أن إلمامه باللغة الانجليزية مكنه من الانضمام إلى هذا الفريق والمشاركة في هذا الحدث الكبير، مضيفا أنه "بالنسبة لي، فهذه فرصة لا يمكنني أن أضيعها بأي شكل من الأشكال". وقال "أكيد أن مساهمتي محدودة، إلا أنها تجربة كبيرة بالنسبة إلي". ويعتبر هذا الطالب الشاب، الذي لا يخفي اعتزازه بارتدائه للباس الخاص بالمتطوعين بالمعرض، أن عمله يشكل مناسبة لاكتشاف أناس من جنسيات مختلفة وتحسين معرفته الخاصة باللغة الانجليزية"، مضيفا "إننا نقوم بكل ما في وسعنا لمساعدة زوار المعرض، على أساس أننا نعرف جيدا المدينة". وكانت مدينة شنغهاي، التي تحتضن المعرض الدولي لسنة 2010، قد شرعت في تسجيل المتطوعين في فاتح يناير الماضي، وتوزع المتطوعون بين 70 ألف بموقع المعرض و100 ألف في مختلف أحياء وشوارع شنغهاي. ويضطلع المتطوعون بأدوار الترجمة الفورية والاستقبال والإرشاد والانقاذ والتنسيق لدى وسائل الإعلام، ويشتغل كل متطوع ما لا يقل عن 14 يوما. وينحدر أغلب هؤلاء المتطوعين، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 و 99 سنة، من مدينة شنغهاي والأقاليم المجاورة لجيانغسو و زهيجينانغ. + المتطوعون المغاربة : حماس وطاقة وحب للوطن + ولا ينحصر مجال التطوع على الصينيين، فالمغاربة أيضا كانوا في الموعد، حيث شكل ياسين وعصام وحمزة ومحمد مجموعة من الطلاب المغاربة الذين كرسوا وقتهم وطاقاتهم من أجل المساهمة في إنجاح اليوم الوطني للرواق المغربي بشنغهاي ومساعدة الصحافيين المغاربة الذين قدموا لتغطية هذا الحدث. ورغم انشغالاته الكثيرة، ومتابعته دراساته في ماستر الاتصالات، حرص ياسين (27 سنة) على تقديم المساعدة، معتبرا أن ذلك "يعد واجبا وطنيا ومصدرا للفخر"، مضيفا أن "المغرب أعطاني الكثير، والمعرض مناسبة لخدمة بلدي والمواطنين المغاربة". نفس الحماس يبدو أيضا على عصام، طالب بماستر الطب الصيني، والذي أشار إلى أنه "لا أحد طلب مني المساعدة"، موضحا أن "الأمر طبيعي بالنسبة إلي، فبمجرد سماعي كلمة المغرب، يبدأ قلبي في الخفقان". وقال "إن حبي لبلدي هو الذي حرك رغبتي في التطوع"، مضيفا أن هذا العمل "يشكل أيضا فرصة لتبادل الحديث حول المغرب بلدا ولغة". ويرى صحافي مغربي يعمل بجريدة ناطقة بالفرنسية أتى خصيصا إلى شنغهاي لتغطية المعرض أن هؤلاء الطلبة يقومون بعمل جيد، مضيفا أن مساعدتهم تمكن من إنجاز الأعمال الصحفية بشكل مريح.