لم تثن أمطار الخير الغزيرة التي تساقطت مساء أول أمس على العاصمة الاسماعيلية من استجابة جمهور عريض ،حج إلى فضاء الملعب الشرفي لمكناس، لحضور فعاليات الحفل الفني " مكناس الأمل 2010" الذي نظم لفائدة الأطفال مرضى السرطان. واعتبر المنظمون لهذا العرس الفني أن هذا الأخير تمكن من تحقيق أهدافه وستمكن مداخيله من ورسم البسمة على شفاه الأطفال المصابين بالسرطان الذين يفدون على "جمعية المستقبل"، منظمة الحفل، التي تنشط في مجال مساعدة هؤلاء الأطفال. وقد تميز الحفل الذي نظم بشراكة بين الجمعية وشركة الإنتاج "إين إس. إيفانتس"، بحضور ثلة من الفنانين الذين شاركوا في وصلة إشهارية تم إنجازها لتوجيه نداء إلى كل المغاربة للتعبئة من أجل تقديم المساعدات المادية والمعنوية لهذه الشريحة من الأطفال، وتم بثها بالمناسبة. كما حضر الحفل إلى جانب أعضاء جمعية "المستقبل" شخصيات سياسية وثقافية وإعلامية وفنية من مكناس وبعض المدن المغربية ،جاؤوا جميعا للمساهمة في دعم هذا العمل الإنساني الذي خصصت مداخيله للجمعية من أجل التكفل بأطفال مصابين بالداء الخبيث وبدويهم المرافقين لهم في مراحل العلاج. وفي بداية الحفل أتحفت الفنانة لطيفة رافت أحد رواد الأغنية المغربية العصرية مسامع الحضور بأجمل أغنيات ألبوماتها الحديثة وأخرى من الريبرتوار المغربي الخالد ك"خفة الرجل" و"علاش ياغزالي" التي تفاعل معها الجمهور. وبعد ذلك تألق الفنان اللبناني رامي عياش الذي ساهمت مؤسسته الخيرية "عياش " بمجموعة من الأدوية لفائدة الجمعية ، في تشنيف مسامع الجمهور بباقة من أغنياته الحديثة باللهجتين اللبنانية والمصرية إلى جانب أدائه لأغنية "نداء الحسن" في توزيع جديد أهداها لجمهوره الذي وقف ورددها معه وهو يحمل على ذراعيه العلم المغربي. أما الفنان الشعبي عبد الله الداودي فقد زاد الحفل تألقا بأداء أغاني من التراث الشعبي المغربي تفاعل معها الجمهور، خاصة أغاني من فن العيطة التي زادت من حرارة الحفل وجلعت الجمهور ينتشي بأمطار الخير التي لم تتوقف على امتداد الحفل الساهر. ومن جانبه قدم الفكاهي محمد الخياري الذي يتميز بلونه الخاص في تقديم عروض السخرية، مونولوغا عن مدونة السير الحديثة وتداعياتها عن المواطن في قالب هزلي ثم انضم إليه الفنان البشير واكين أحد الوجوه التي اشتهرت عند الجمهور في مسلسل "دار الورثة"، فقدم الاثنان عرضا ثنائيا ساخرا. وجدير بالذكر فإن "جمعية المستقبل" التي أنشأت سنة 1986 ، وتترأسها البروفيسور في طب الأطفال فوزية المسفر، تهدف بالخصوص إلى المساهمة في تحسين الشروط الطبية والاجتماعية للأطفال المصابين بالسرطان المحتاجين والتكفل بعلاجهم واستقبالهم في مركز تابع للجمعية بالرباط وتوفير الأدوية والمساعدات اللوجستيكية لمستشفى الأطفال. كما تعمل الجمعية على توفير وسائل النقل الضرورية لأسر المصابين بالسرطان المقيمين خارج الرباط، وتوفير معلومات حول أنواع السرطانات التي تصيب الأطفال، لفائدة الأسر والأشخاص المهتمين والباحثين والمهنيين في المجال الصحي.