توجت مساء أمس السبت بمكناس الأنشطة البيئية التي برمجت للاحتفال بالذكرى الأربعين ليوم الأرض منذ 17 أبريل الجاري، بإقامة حفل فني وثقافي كبير بساحة "الاغورا" وسط العاصمة الإسماعيلية. وتميز هذا الحفل، الذي احتضنته هذه الساحة بمشاركة عدد من المؤسسات التعليمية والجمعيات التي ساهمت في فعاليات هذا الحدث العالمي، ببرنامج حافل ومتنوع تضمن فقرات موسيقية ولوحات تراثية محلية، إلى جانب رقصات ولوحات تعبيرية للتوعية بأهمية الحفاظ على البيئة. وكان فضاء "الاغورا" أو ما يعرف لدى اليونان بساحة الرأي والحوار والنقاش، على امتداد أسبوع مسرحا لعدد من الأنشطة المندرجة ضمن هذا العرس البيئي الذي نظم بتنسيق مع ولاية مكناس- تافيلالت تحت شعار "لنوحد جهودنا..من أجل يوم الأرض والبيئة"، فتح المجال لعدد من الفرق الموسيقية المحلية للمشاركة إلى جانب فنانين تشكيليين بتأثيث معارض بأعمالهم. وعبر السيد علي أطلس من قسم التعمير والبيئة بولاية مكناس تافيلالت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عن اعتقاده أن فعاليات هذه الاحتفالية "حققت أهدافها بالنظر إلى الإقبال الجماهيري الذي شهدته منذ انطلاقها"، مؤكدا أن اللجنة التي تم إحداثها على مستوى الولاية لتنسيق هذه التظاهرات ستستمر في تواصلها مع الفاعلين في مجال البيئة حتى لا يبقى الاهتمام بالمجال البيئي موسميا ويكرس كثقافة وسلوك. وأضاف أن الأنشطة المميزة لهذا الأسبوع الذي يروم التأثير على الرأي العام المحلي بالدرجة الأولى، قد مكن من إيصال رسائل بيئية متعددة عبر مختلف الوسائل المتاحة، وتمكنت بذلك الحاضرة الإسماعيلية من الانخراط بشكل فعلي في هذه الاحتفالية. وتم في ختام هذا الحفل، الذي حضرته شخصيات محلية، توزيع شواهد تقديرية على الجمعيات التي شاركت في الاحتفالية، ومنها (جمعية ربيع قرطبة)، و(النسيج الجمعوي)، و(جمعية باب منصور للتنمية والتمدن والتواصل)، و(جمعية الرياض الكبير للحفاظ على البيئة). وقد شهدت أحياء مدينة مكناس والنواحي حركة دائبة تعبأ لها قرابة 200 شاب وشابة من جمعيات المجتمع المدني، قاموا بحملات للنظافة بالأحياء العتيقة، وجمع وإتلاف الأكياس البلاستيكية إضافة إلى تنظيف فضاء الغابة، ومقبرة "الشهداء"، وذلك بدعم من المديرية الجهوية للاتحاد العام لمقاولات المغرب التي ساهمت بتمويل جل هذه الأنشطة. كما ساهم الاتحاد الجهوي في حملة للنظافة استهدفت الأحياء الصناعية لمكناس والنواحي عبأ لها ما يزيد عن 80 عامل نظافة، وأبرم اتفاقية مع الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، يتكفل الاتحاد بموجبها بإعادة تأهيل حديقة بالساحة الإدارية. وانخرط في هذا المجهود، أيضا، إلى جانب الجمعيات، مؤسسات وبعض المصالح الخارجية خاصة قطاع الصحة والتربية والتكوين (الأكاديمية الجهوية، ونيابة التعليم، وجامعة المولى إسماعيل)، إلى جانب الجماعة الحضرية، وذلك عبر الإسهام في تنظيم ندوات ولقاءات علمية ومعارض تشكيلية، وحملات للتشجير استهدفت المؤسسات التعليمية والأحياء السكنية، ورسم جذاريات بعدد من الفضاءات أضفت جمالية على المدينة.