أكد الأمين العام لحزب الإستقلال السيد عباس الفاسي أن هناك إيمان راسخ بأن الاندماج المغاربي أضحى خيارا استراتيجيا لا غنى عنه، مؤكدا أن المغرب بادر بكل جدية ومسؤولية تاريخية إلى تنقية الأجواء في المنطقة المغاربية من خلال مبادرة الحكم الذاتي الرامية إلى إيجاد حل سياسي نهائي متوافق عليه للنزاع المفتعل حول الأقاليم الصحراوية. وأوضح السيد الفاسي، خلال الجلسة العامة لاجتماع قادة الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط ألقاها بالنيابة عنه السيد نزار بركة المكلف بالعلاقات الخارجية لحزب الاستقلال ونائب رئيس الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط بافريقيا اليوم السبت بمراكش، أن هذا الإندماج المغاربي يعتبر بوابة رئيسية من أجل ضمان الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية في المنطقة وفي الفضاء المتوسطي وفي افريقيا. وأشار إلى أن الكل مدعو في إطار الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط للحفاظ على مستوى الدعم الدولي الموجه للقارة الافريقية، وخصوصا منها دول جنوب الصحراء التي يتهددها الفقر و المجاعة والأوبئة. من جهة أخرى، أوضح الأمين العام لحزب الاستقلال أن المملكة المغربية أرست نموذجها الاقتصادي والإجتماعي على مقاربة تنموية منطلقها الإنسان وغايتها الإنسان، مبرزا أنه بفضل هذا الإختيار الإصلاحي، الذي درجت عليه منذ عشر سنوات بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس وتم تفعيله في البرنامج الحكومي، استطاع المغرب الصمود أمام آثار الأزمة الإقتصادية العالمية نتيجة التدابير الاستباقية والفورية التي تم اتخادها. وتهم هذه التدابير، يضيف السيد الفاسي، الزيادة في الدخل وحماية القدرة الشرائية ومضاعفة حجم الاستثمارات ودعم القطاعات المتضررة من الأزمة والحفاظ على الشغل داخل المقاولة وتحسين إنتاجها، مؤكدا على الأهمية القصوى للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقها صاحب الجلالة سنة 2005 والتي حققت نتائج مباشرة فيما يتعلق بمحاربة الفقر والتهميش والإقصاء الإجتماعي. وفيما يخص الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط، أشار الأمين العام لحزب الإستقلال أنه تواجهها تحديات عالمية متعددة ومتشابكة، مشيرا إلى أنه لا تستطيع أي دولة مواجهتها منفردة، بل لابد من وجود عمل دولي موحد ومتكامل يهدف الى إيجاد الحلول الناجعة والعادلة. وأكدت باقي التدخلات أن هذا اللقاء، الذي ينعقد في بلد إسلامي بإفريقيا، يكتسي رمزية كبيرة كونه يحمل رسالة إلى الأوربيين حول الحوار بين الثقافات والأديان والانفتاح الفكري، مؤكدين على ضرورة الدفاع على القيم المتمثلة في الحرية والديمقراطية والعدالة والتضامن والمسؤولية. وأوضح المتدخلون أن الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط مافتئت تدعو الى التعاون والأخوة والاحترام والتنسيق، منوهين بالتنظيم المحكم والجيد الذي عرفته أشغال هذا الاجتماع الذي احتضنته المدينة الحمراء أرض اللقاءات و الملتقيات. وشارك في هذا الاجتماع، المنظم بدعوة من حزب الاستقلال، قادة سابقين لعدد من الدول والحكومات وأمناء الأحزاب السياسية وعدد من الشخصيات تمثل ثلاثين بلدا من مختلف القارات.