أجمع المشاركون اليوم الثلاثاء في دورة تكوينية حول مؤسسات الرعاية الاجتماعية بمدينة قلعة السراغنة،على أن تأهيل العنصر البشري عامل أساسي في إنجاح برامج مؤسسات الرعاية الإجتماعية باعتبارها إحدى الحلقات الفاعلة في الورش الاجتماعي المندرج ضمن الأوراش الكبرى التي تشهدها المملكة خلال العشرية الأولى من الألفية الثالثة. وأكد السيد محمد الطالبي المدير العام للتعاون الوطني،خلال افتتاح هذه الدورة التكوينية في موضوع "الحكامة الجيدة وتقوية قدرات العاملين بمؤسسات الرعاية الاجتماعية بإقليمقلعة السراغنة"،أن الأمر يتعلق بكيفية تطوير العمل الاجتماعي وتحسين أدائه حتى يواكب التوجهات التي رسمها له صاحب الجلالة الملك محمد السادس،ضمن استراتيجية طويلة الأمد،تطلبت انخراط عدد كبير من الفاعلين ومن بينهم،على الخصوص،مؤسسة التعاون الوطني والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمتدخلين المحليين من سلطات ومنتخبين وخواص ومجتمع مدني. وفي نطاق هذه الشراكة،يقول السيد الطالبي،تم إنجاز وحدات هامة في جميع أنحاء المملكة في ميادين الطفولة والشباب والمسنين،بهدف محاربة مظاهر الهشاشة والفقر مما كان له أثر إيجابي في تقليص مؤشر الفقر إذ انتقل من 14 بالمائة سنة 2004 إلى 9 بالمائة حاليا،وانتقال عدد الحاصلين على شهادة الباكالوريا في مؤسسات الرعاية الاجتماعية من 500 قبل ثلاث سنوات إلى 900 تلميذ وتلميذة في السنة الماضية. وأضاف أن التوجه الجديد ينصب الآن نحو خلق تخصصات جديدة في مجال النهوض بالعمل الاجتماعي داخل الجامعات لمواجهة الخصاص الحاصل في مجال التأطير والرفع من جودة الخدمات الاجتماعية من أجل المساهمة الفعالة في تعميم التعليم الأولي ومحاربة الهدر المدرسي ودعم التمدرس في العالم القروي،إلى جانب العناية بفئات الشباب والمسنين في إطار شراكات مع القطاعات المعنية. ومن جهته،ركز السيد محمد نجيب بن الشيخ عامل إقليمقلعة السراغنة على الدينامية التي يعرفها النسيج الجمعوي وفعاليات المجتمع المدني بالإقليم بشكل عام،مما انعكس على وتيرة إنجاز المشاريع ذات الطابع الاجتماعي والإنساني،وحفز كل المتدخلين على الاستمرار في العمل الذي توج بالوصول إلى 22 مؤسسة للرعاية الاجتماعية،خمسة منها في طور الإنجاز،تستقبل أزيد من 1300 نزيل حاليا بعدما كان عددها لا يزيد عن مؤسستين اثنتين قبل سنوات. وسجل،في السياق ذاته،أن هذه النتائج لا تعني أن القطاع لا يعاني من اختلالات وضعف في التأطير وقلة التجهيزات والموارد البشرية،بل ينبغي تضافر الجهود من أجل تحسين الوضعية الاجتماعية لفئات عريضة من المجتمع على اعتبار أن الورش الاجتماعي من الأوراش المهيكلة والمكملة لباقي حلقات الأوراش الكبرى قصد محاربة الفقر والإقصاء والتهميش،معبرا عن تفاؤله بخصوص مستقبل الشأن الاجتماعي بالإقليم بفضل توفر الإرادة السياسية لدى الجميع ومنهجية الإصغاء والثقة المتبادلة ودينامية النسيج الجمعوي كطرف واع ومسؤول،إلى جانب الفعاليات المحلية الأخرى. وألقيت إثر ذلك عروض تناولت وضعية مؤسسات الرعاية الاجتماعية بالإقليم وتشجيع التمدرس بالوسط القروي وحاجيات المراكز الاجتماعية من التجهيزات الأساسية بغية الاستجابة لحاجيات روادها والرفع من قيمة المنح المخصصة لهذه المراكز،فضلا عن وضع برامج للتكوين من شأنها تاهيل العنصر البشري لتأمين حكامة جيدة في تدبير مؤسسات الرعاية الاجتماعية وتحسين قدرات العاملين بها. وتستمر هذه الدورة التكوينية،المنظمة في إطار التعاون بين مؤسسة التعاون الوطني والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ودار الطالبة بجماعة الفرايطة،إلى غاية تاسع أكتوبر الجاري. وتتناول مجموعة من المحاور المرتبطة بقضايا التنظيم الإداري والتدبير الاجتماعي وتأهيل أطر مؤسسات الرعاية الاجتماعية بإقليمقلعة السراغنة.