أكد وزير التجهيز والنقل السيد كريم غلاب أن القطاع الوطني للطيران، الذي عرف تطورا هاما سواء على المستوى الاقتصادي أو التكنولوجي، يعتبر من القطاعات الرائدة والاستراتيجية للاقتصاد، ويحظى باهتمام خاص في الدينامية التنموية التي يعرفها المغرب. وأضاف السيد غلاب، في كلمة ألقاها نيابة عنه الكاتب العام للوزارة السيد محمد جمال بنجلون، خلال افتتاح أشغال الدورة ال`30 لمؤتمر جمعية المطارات المستعملة للغة الفرنسية المنظمة إلى غاية ثاني أكتوبر المقبل، أن النقل الجوي يشكل عاملا أساسيا في النهوض بالقطاع السياحي بالمغرب (أزيد من 73 بالمائة من السياح الذين زاروا المغرب قدموا عبر الطائرات). وأشار، في هذا الصدد، إلى أن النقل الجوي يعتبر عنصرا استراتيجيا للاندماج الجهوي والاقتصادي والاجتماعي للمملكة، مبرزا أن عدة برامج طموحة تم إعدادها لتحديث مختلف مكونات النقل الجوي، وذلك لتمكينها من رفع التحديات التي تفرضها العولمة والمنافسة. وقال الوزير إنه تم بموازاة مع ذلك وضع برنامج واعد وطموح لتطوير البنيات التحتية والرفع من طاقة استقبال المسافرين والطائرات، فضلا عن تحسين جودة الخدمات المقدمة ومستوى الأمن والسلامة. وبعد أن استعرض الإنجازات الكبرى التي حققها المغرب في مجال النقل الجوي، ذكر السيد غلاب بمسلسل الإصلاحات التي شرع فيها المغرب على المستوى القانوني والهادفة إلى مراجعة النظام القانوني والتنظيمي لقطاع الطيران المدني ومواكبة تطوراته باتخاذ عدة مبادرات. واعتبر أن التكنولوجيا الحديثة التي لها أثر إيجابي على تطور قطاع النقل الجوي، ومشاريع البحث والتنمية المنظمة بمبادرة من الاتحاد الأوروبي والتي يعتبر المغرب طرفا في عدد منها، تساهم لا محالة في تحسين، بشكل مستمر، الآليات الكفيلة بتعزيز قدرات ونجاعة وسلامة المطارات والاهتمام بالجانب البيئي. من جهته، ذكر المدير العام للمكتب الوطني للمطارات السيد دليل كندوز بأن من بين عناصر التقدم الذي عرفه المغرب في مجال الحركة الجوية، اتفاقية "السماء المفتوحة" (أوبن سكاي) التي مكنت المملكة من رفع، بشكل ملموس، عدد خطوطها الجوية مع بلدان شمال البحر الأبيض المتوسط. وأضاف أن ذلك تم بفضل السياسة التي تم نهجها بالموازاة مع هذه الاتفاقية والرامية إلى الرفع من قدرات المطارات، مشيرا إلى أن المملكة شرعت في مسلسل تحسين تدبير السلامة وملاءمة انظمة الحركة الجوية مع جودة الخدمات. وقال إن هذه العناصر مكنت المغرب من تجاوز الأزمة المالية وثوران بركان ايسلندا، التي طالت العالم بأسره خلال السنتين الأخيرتين، مبرزا أن المغرب أنهى سنة 2009 بنمو إيجابي للحركة التجارية بلغت نسبته 4 في المائة. من جانبه، نوه رئيس جمعية المطارات المستعملة للغة الفرنسية السيد جون ميشيل فيرنيس بانعقاد هذا المؤتمر بالمغرب حول موضوع "السلامة والقدرة .. رهانان لتطوير المطارات"، مما يعكس مدى التطور الذي حققه المغرب في قطاع الطيران. وقال إن المغرب، بفضل سياسته الإرادية والإصلاحات التي شرع فيها وانفتاحه على أوروبا، أصبح اليوم يتوفر على أحدث التقنيات التكنولوجية بالمنطقة التي توجد بها، خاصة في الميادين المرتبطة بالمجال الجوي. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المؤتمر، المنظم بمبادرة من المكتب الوطني للمطارات، سيمكن المشاركين فيه من الوقوف على مختلف السبل، من بينها التعاون الدولي، الكفيلة بالمساعدة على تلبية الحاجيات المستقبلية للمطارات، وذلك من خلال تبادل الخبرات في مجالات القدرة والسلامة وإرضاء متطلبات المسافرين. وتشكل هذه التظاهرة، التي يشارك فيها ثلة من الخبراء والمهنيين والمسؤولين عن قطاع المطارات، المغاربة والأجانب القادمين على الخصوص من أوروبا وكندا وإفريقيا، مناسبة لتبادل المعلومات والتجارب، واستحضار آخر المستجدات التي يعرفها العالم في هذا المجال وامكانيات تطوير المطارات. ويتضمن برنامج هذا المؤتمر مجموعة من الجلسات العامة تتناول مواضيع تهم دراسة القضايا المتعلقة ب`"القدرة على تطوير المطارات" و"رهانات السلامة بالنسبة للمطارات" و"الأخذ بعين الاعتبار التنمية المستدامة للمطارات" و"الأسواق الجديدة بإفريقيا" و"تدبير الأزمة الناجمة عن ثوران بركان إيسلندا وشروط إعادة نشاط الحركة الجوية". كما يتضمن البرنامج عقد اجتماعات للمكتب والمجلس الإداري لجمعية المطارات المستعملة للغة الفرنسية، وتنظيم معرض للآليات والخدمات المخصصة للمطارات. يشار إلى أن جمعية المطارات المستعملة للغة الفرنسية أنشئت سنة 1991، على إثر إحداث المجلس الدولي للمطارات. وتعتبر جمعية المطارات المستعملة للغة الفرنسية، التي تضم في عضويتها 80 مطارا من حوالي 20 دولة ناطقة بالفرنسية موزعة على القارات الخمس، ملتقى للتبادل والدراسة والاقتراح حول تدبير واستغلال والنهوض بالمطارات المرتبطة بالثقافة الفرنسية في العالم.