/ المبعوثة الخاصة للوكالة أمينة بلحسن/ أجمع المشاركون في ندوة حول قضية الصحراء، نظمت أول أمس السبت بجنوة (شمال غرب إيطاليا)، على وجاهة مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب كإطار لحل هذا النزاع المفتعل. وذكر المشاركون في هذا اللقاء، أن هذه المبادرة التي حظيت بإجماع كل المغاربة داخل البلاد وخارجها، لقيت دعما واسعا على المستوى الدولي، مشيدين بالسياسة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأشار المشاركون في هذه الندوة، التي تمحورت حول موضوع "الصحراء المغربية: التاريخ والتنمية"، إلى مشروع الجهوية الموسعة الذي أطلقه جلالة الملك، والذي يقود المغرب على طريق الحداثة والتنمية. وأكد السيد ميلود الوكيلي، رجل قانون وأستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط، خلال هذه الندوة التي نظمها اتحاد الجمعيات المغربية بلغوريا، بتعاون مع جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، على الطابع التطوعي للمبادرة المغربية حول الحكم الذاتي. وأشار إلى أن المغرب أطلق هذه المبادرة من أجل تسوية النزاع بين المغرب والجزائر، وهو النزاع الذي يرهن تنمية المنطقة المغاربية برمتها، وكذا منطقة شمال غرب إفريقيا. وقال إن "الكرة توجد حاليا في مرمى المجموعة الدولية التي يتعين عليها حمل الجزائر على التعقل، لأنه من غير المعقول استمرار هذا المشكل بسبب التصرفات المعادية للقادة الجزائريين تجاه المملكة". وفي ما يتعلق بمشروع الجهوية الموسعة ذكر السيد الوكيلي، الذي هو أيضا رئيس الجمعية المغربية للدراسات الدولية، بالأوراش العديدة التي تم فتحها بالأقاليم الجنوبية في مختلف المجالات والأفاق التي تفتحها من أجل تحقق الأهداف المتوخاة، في إطار احترام السيادة الوطنية. من جهته ذكر الكاتب العام لجمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة السيد مصطفى الجواهري بعدد من الوقائع والأحداث التاريخية التي تشهد على الروابط الوثيقة التي ربطت عبر التاريخ بين المغرب وصحرائه، وبتاريخ الأسر الكبرى التي تعاقبت على حكم المغرب والمنحدرة من أقاليم الجنوب كالمرابطين والموحدين والعلويين. كما أشار المتدخل إلى الزيارة التاريخية التي قام بها السلطان مولاي الحسن الأول إلى العيون والتي سلم خلالها عددا من ظهائر التعيين لمجموعة من الأعيان الصحراويين، وفي مقدمتهم الشيخ ماء العينين محمد لمين، مبرزا أن هذه الظهائر مازالت موجودة إلى يومنا هذا. وذكر السيد الجواهري، من جهة أخرى، بمشاركة القبائل الصحراوية خلال فترة الحماية في المعارك ضد المستعمر الفرنسي، ومنها معركة سيدي بوعثمان قرب مراكش والتي خلفت سقوط 700 شهيد. وتطرق بعد ذلك إلى الأوراش السوسيو اقتصادية التي أطلقها المغرب في كل المجالات، ومنها على الخصوص إحداث وكالة تنمية أقاليم الجنوب، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المشروعين اللذين سيجعلان من هذه الأقاليم جهة رائدة. وقد تميزت هذه الندوة التي حضرها ممثلون عن السلطات المحلية الإيطالية، ومنتخبون وصحفيون وعدد من رؤساء الجمعيات المغربية وعدد من المغاربة المقيمين بمنطقة ليغوريا، بتنظيم معرض للصور الفوتوغرافية يرصد التطور الفريد الذي شهدته الأقاليم الجنوبية منذ عودتها إلى الوطن الأم.