التقت الفنانتان التشكيليتان جميلة إلغمان وشامة عمي في معرض فني مشترك يقام برواق باب منصور التاريخي بمكناس حيث تعرضان باقة من أعمالهما الفنية، اختارتا له عنوان "لغة الألوان بعيون نسائية". ويشكل هذا المعرض الذي انطلق يوم الجمعة الأخير بحضور فعاليات ثقافية محلية، وسيتواصل إلى غاية ثالث يناير المقبل، محطة هامة في مسار الفنانتين اللتين سبق وأن شاركتا في عدة معارض محلية ووطنية ودولية، وإضافة لتجربتهما المتميزة بميولهما المشترك الى المدرسة التجريدية.
وفي قراءة بسيطة لأعمال كل من إلغمان وعمي، والتي تتجاوز الخمسين لوحة من مختلف الأحجام، وبدون حدود منهجية، فإنها تختلف في إطارها العام في التقديم والمضمون، لكنها تلتقي في مستوى الإبداع وفي القدرة على اختيار الألوان وتجانسها، وما تحمله من دلالة رمزية حيث الإنسان هو الأساس.
كما أن هذه الأعمال تعكس قوة إبداعية نابعة من الفطرة لكن دعمتها الخلفية العلمية التي تتمتع بها الفنانتان، فكان فن الريشة هو اللغة التي اخترتاها للتواصل وبلورة رؤية فنية خاصة بكل واحدة منهما، ونقل ما تختزنه الذات ببصمة نسائية تميز صوتهما في عالم الفن.
وللإشارة فإن الفنانة جميلة إلغمان ولدت وترعرعت في المدينة الحمراء مراكش. قبل انخراطها في عالم الفن التشكيلي، التحقت بمدينة تولوز الفرنسية لمتابعة دراستها في الإعلاميات حيث حصلت على دبلوم نظام البرمجة، وبعد أن حلت بمكناس منذ 9 سنوات كان تدبيرها إلى جانب رفيقها في الحياة لرواق الفنون التشكيلية "الأحلام" أثرا على هذا النزوع الفني.
وقد كانت آخر مشاركة لها خارج المغرب في الملتقى المتوسطي الأول بمدينة سطيف بالجزائر، وليل دوغي بفرنسا.
أما الفنانة شامة عمي، فهي حاصلة على الدكتوراه في الأدب الفرنسي، وأستاذة باحثة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس، شاركت في مجموعة من المعارض كان آخرها الملتقى الدولي للإبداع والتواصل. وتتميز الفنانة شامة بالفن التجريدي الهندسي والتجريدي الشاعري وفن الكولاج وتطويع الألوان كالأزرق بتدرجاته والأخضر والأصفر والأحمر مع الألوان الترابية.