تميز حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية الدولي الثامن للأغنية مساء أمس الخميس بمسرح سيد درويش بتكريم الأستاذ عبد الله شقرون، الذي اختير مديرا شرفيا للمهرجان، تقديرا لمساره ككل واعترافا بالخصوص بإسهاماته في النهوض بالأغنية المغربية. وقد سلط الاستاذ عبد الله شقرون في كلمة بالمناسبة الضوء على العلاقات المصرية المغربية في مجالات الموسيقى والغناء والتصوف بالخصوص، حيث أشار إلى الأثر الذي تركه عدد من الأعلام المغاربة في أرض الكنانة. وكان المحتفى به حريصا أيضا على أن يذكر الأجيال الجديدة بأحد الجوانب غير المعروفة لديها في التراث المغربي، كما قال ، وهي الأذكار والأمداح (البوردة والهمزية ...). ويعد تكريم الأستاذ عبد الله شقرون في الدورة الثامنة للمهرجان الدولي للأغنية بمدينة الإسكندرية(23-29 شتنبر) مناسبة لإبراز أحد الجوانب الذي لم يحظ بكثير من الاهتمام في مسيرة رائد المسرح والتمثيل الإذاعي والتلفزيوني المغربي (أكثر من 500 عمل). وقد انطلقت علاقة الأستاذ عبد الله شقرون بالأغنية ، كما أوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب تكريمه بالإسكندرية، بمناسبة الاحتفالات بالاستقلال حيث نظم العديد من الجولات في المغرب لإقامة حفلات غنائية مما جعله في اتصال مباشر مع عالم اللحن والغناء. وكان عبد الله شقرون، الذي عمل بداية محررا ومذيعا ومنتجا ب(راديو المغرب) وتدرج بعد ذلك ليصبح مديرا للتلفزة المغربية ومديرا عاما لمنظمة اتحاد إذاعات الدول العربية، صاحب مبادرة إنشاء جوق "المتنوعات" الذي ظهرت معه العديد من الأسماء التي طبعت الريبرتوار الغنائي المغربي كعبد الوهاب الدكالي وبهيجة إدريس. كما نظم المحتفى به خلال عمله بالإذاعة الوطنية مباراة لاختيار أمهر العازفين أثمرت عن إظهار موسيقيين ساهموا في النهوض بالغناء المغربي. لكن علاقة الأستاذ عبد الله شقرون بالأغنية لم تقتصر على سعيه، خلال عمله وإشرافه على الإذاعة الوطنية، لتوفير بنية تحتية وإنتاجية لأغنية مغربية عصرية بل كان له حضور مباشر في إبداعها من خلال أغنيات ستظل محفورة في الذاكرة المغربية. وسيظل الجمهور مدينا له بكلمات أغنيات مازالت حاضرة وبقوة في المشهد الغنائي الوطني ك"المسرارة" و"بنت المدينة" و" عندي وحيدة" و"رجعلي وكان مسافر" و" أنا عمري مانبكي". ورفض عبد الله شقرون (مواليد 1926 بمدينة سلا) الحكم على الاختيارات الغنائية للجيل المغربي الحالي واكتفى بالقول " خلق أولادنا لغير جيلنا" وهو في جميع الأحوال يظل متفائلا وهو يتحدث عن واقع الأغنية المغربية اليوم. ويتذكر أنه في السنوات التي تلت الاستقلال كان هناك صوت نسائي واحد أو اثنين فقط فيما تزخر الساحة حاليا بعدد كبير من الأصوات حيث يأمل أن يثمر هذا "الزخم" عن جودة متزايدة. وفي هذا السياق عبر عبد الله شقرون عن سعادته وهو يسمع صوتا مغربيا ضمن نجوم الغناء العربي الذين أحيوا حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية في إشارة إلى المطربة جنات التي كانت من بين فنانين تم تكريمهم تقديرا لتبرعهم بإيراد الحفل لبناء مركز لإيواء أطفال الشوارع. كما شهد حفل الافتتاح تكريم الفنان الكويتي عبد الله الرويشد، والفنانة اللبنانية صباح الَتي خاطبت الجمهور من خلال كلمة مسجلة. يذكر أن النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة اختارت ثلاث أغاني مغربية لتخوض غمار المنافسة في الدورة الثامنة لمهرجان الإسكندرية والتي تم إهداؤها لروح الفنان فريد الأطرش، وهي "إنه الحب" من كلمات مصطفى بغداد وألحان العربي الكامني وغناء زينب ياسر، و"هتف الفؤاد" من ألحان وتوزيع ابراهيم بركات وغناء منير الغنيمي، و"ليل طويل" من كلمات الدكتور مانع سعيد العتيبة وألحان وغناء ابراهيم بركات. كما أن مصطفى بغداد، الأمين العام للنقابة الحرة للموسيقيين المغاربة، سيشارك في ندوات المهرجان التي ستتناول أساسا "مستويات الشعر الغنائي وواقع الأغنية العربية".