شكل موضوع "أي كوكب أرض نتركه لأطفالنا وأي أطفال نتركهم لهذا الكوكب " محور اللقاء الذي نظم أمس الثلاثاء بمراكش بمبادرة من "جمعية الأرض والانسانية المغرب". وكان هذا اللقاء، الذي أطره الخبير والمختص في القضايا البيئية السيد بيير رابي، مناسبة لاستعراض المراحل الكبرى للتحولات التاريخية للانسانية في علاقتها بالبيئة مع التطرق إلى الوضعية الإيكولوجية الحالية في عدد من مناطق العالم. وشدد السيد بيير رابي في العرض الذي قدمه بهذه المناسبة على ضرورة التفكير سويا في المصلحة المشتركة لكوكب الأرض عبر نهج كل فرد لسلوكات مواطنة ومسؤولة، وذلك من أجل المحافظة على البيئة، معربا عن أسفه للتجاوزات التي تتعرض اليها الارض بفعل الآثار السلبية للتطور الصناعي والأنشطة الأخرى التي يقوم بها الانسان. واستشهد، في هذا الصدد، بالتدهور الذي تعاني منه الغابات خاصة في بعض البلدان كأندونيسيا وماليزيا وكذا القارة الافريقية، مشيرا الى أن تقلص المساحات الغابوية له أثر مباشر على انتشار التصحر، الذي يعتبر ظاهرة تطال العالم بأسره مع كل ما تخلفه من ارتفاع لدرجة حرارة الكوكب والجفاف ونزول الامطار في مناطق معينة دون أخرى. وقال إن مستقبل الأرض يوجد بين يدي الانسان، معتبرا انه من الضروري العمل لكي يتسنى للانسان فهم وادراك قيم الأرض واحترامها. وأضاف أن هذه الجهود لا يمكن أن تتحقق إلا بالنهوض وتشجيع تربية الاطفال على احترام الطبيعة والعمل على المحافظة على المجال البيئي. وبخصوص الفلاحة الايكولوجية، لاحظ السيد رابي، وهو كذلك رئيس جمعية "الارض والانسانية"، أن هذا المجال الواعد له عدة مزايا حسنة خاصة على مستوى الحفاظ على البيئة، وإعادة إحياء الأراضي الجافة مع انتاج أغذية صحية. وقال إنه "بعد التجارب الناجحة التي قامت بها العديد من البلدان، نقترح احداث بالمغرب، لمركز للتكوين في الفلاحة البيئية"، مبرزا أن الاختيار لا يهم الاراضي الخصبة بل يرتكز على الاراضي القاحلة، وذلك لابراز نجاعة وأهمية الفلاحة الايكولوجية. وأضاف أن الهدف يكمن في مساعدة الفلاحين وجعلهم على بينة من أهمية الفلاحة الايكولوجية التي تمكن من حماية البيئة وتضمن مستقبلا واعدا للساكنة. وقال "إننا عازمون على ابراز أن تبني الفلاحة الايكولوجية هو السبيل الوحيد لاستمرار الحياة والتي اضافة الى التقنيات المستعملة في اعداد الارض ومكافحة انجرافات التربة وتدبير مياه الامطار، تبقى طريقة ناجعة للمحافظة الارض كمصدر للحياة للاجيال المقبلة".