قرر القضاء الفرنسي، اليوم الأربعاء، فتح تحقيق "ضد مجهول بتهمة القتل غير العمد"، بعد وفاة مواطن مغربي مؤخرا داخل سيارة للشرطة بدوبس (وسط شرق فرنسا). وكان السيد بوكرورو، وهو رب عائلة من دون مشاكل تذكر، قد توفي يوم 12 نونبر الجاري ببلدة فلاونتيجيني بعد أن تم إيداعه داخل سيارة للشرطة على إثر نزاع بإحدى الصيدليات حول أدوية جنيسة.
وأفادت النيابة العامة بمونبليارد، في بيان لها، أنها "قررت المطالبة بإغلاق التحقيق الذي كان قد فتح للبحث عن أسباب الوفاة، وفتح تحقيق ضد مجهول بتهمة القتل غير العمد".
وأوضح البيان أن القرار يأتي بعد دراسة "التقرير النهائي للتشريح وكذا العناصر الأولية التي جمعها قضاة التحقيق"، مشيرا إلى أن "من شأن هذا القرار الإجرائي، الذي يضمن توازن حق كل الأطراف، أن يمكن قضاة التحقيق من تعميق البحث حول الظروف التي تم فيها تدخل مصالح الأمن، وتحديد ما إذا كان قد أدى إلى وفاة محمد بوكرورو".
وكانت المدعية العامة للجمهورية بمدينة بمونبليارد قد اكتفت، قبل ذلك، بفتح تحقيق قضائي "للبحث عن أسباب الوفاة". غير أن عائلة بوكرورو نصبت نفسها طرفا مدنيا، مؤكدة أنها لاحظت أثناء تغسيل الجثة وجود "كدمات على الوجه وقروح حول الفم والخدين".
كما أن المدعية العامة للجمهورية بمونبليار، كانت قد اعترفت بوجود "ضيق في التنفس" خلال إلقاء عناصر الأمن القبض على السيد بوكرورو.
ومن جهة أخرى أكد شهود حضروا الواقعة أن عناصر الشرطة "جلسوا على جسد السيد بوكرورو" وهو ما قد يكون قد أدى إلى وفاته.
ومن جهتها طالبت (الحركة المناهضة للعنصرية ومن أجل الصداقة بين الشعوب)، كطرف مدني، أعلى سلطة في البلاد ب"تسليط كل الضوء على هذه القضية، ومعاقبة الذين يمسون بحقوق الإنسان، والتقصير الخطير في الواجبات الأساسية المنوطة بالشرطة لا سيما في ما يتعلق بأساليب الاعتقال المتبعة.