كتبت الصحيفة الإلكترونية "غلوبال أراب نيتوورك"، اليوم الثلاثاء، أن المغرب يضاعف مجهوداته بغية استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية في قطاعي الصناعة والخدمات، ولاسيما في المجالات المتعلقة بصناعة الطائرات والتكنولوجيات الدقيقة. وأوضحت الصحيفة، التي تصدر من لندن، أن الحكومة المغربية عازمة على إبراز التحسن الذي شهده مناخ الأعمال في البلاد، مشيرة إلى أن هذه المجهودات تلقت دينامية جديدة خلال شهر مارس المنصرم، بولوج المملكة إلى تصنيف "درجة الاستثمار" ضمن سلم تنقيط وكالتي التنقيط الدوليتين "فيتش" و"ستاندارد آند بورز". وفي هذا الصدد، قال المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات السيد فتح الله السجلماسي، في حديث خص به هذه الصحيفة، إن عدد الشركات العاملة في قطاع الطيران التي تم استقطابها من طرف المغرب، آخذة في التزايد بوتيرة سريعة. وحسب "غلوبال أراب نيتوورك"، فإن 100 شركة لصناعة الطائرات تتمركز حاليا في كل من الرباط والدار البيضاء وطنجة والمحمدية وبوسكورة والنواصر. وأكد السيد السجلماسي أن المغرب يمنح امتيازات اقتصادية هامة للشركات التي تقرر الاستقرار في المملكة، مبرزا قدرتها التنافسية، خصوصا على مستوى التكاليف التي تقل ثلاث مرات عن نظيرتها في أوروبا. وأكدت الصحيفة الإلكترونية أن العديد من المصانع الأوروبية عبرت عن اهتمام بالغ بالمؤهلات التي يزخر بها المغرب منذ دورة سنة 2009 للمعرض الدولي للطيران بباريس، مضيفة أن هذا الاهتمام برز مرة أخرى خلال معرض فارنبورغ، الذي نظم من 19 إلى 25 يوليوز المنصرم بلندن. وذكرت الصحيفة اللندنية أن عدة شركات من قبيل، "إيدس" و"بويينغ" و"سنيكما" و"كروزيت إندراييرو" و"إيرسيل" و"ظاهر" و"سوريو" و"لابينال" و"زودياك أيروسبيس" و"سافران أنجينييرينغ" و"لوبيستون فرانسي"، اختارت الاستقرار في المغرب. من جهته، أوضح وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة السيد أحمد رضا الشامي، الذي شارك في معرض فارنبورغ، أن شركة أوروبية تشغل 10 آلاف شخص، ستتمكن من توفير حوالي 363 مليون دولار سنويا، من خلال نقل أنشطتها إلى المغرب. وشددت "غلوبال أراب نيتوورك" على أن مزايا فتح مصانع في المغرب تشمل التكلفة المنخفضة لليد العاملة والقرب من أوروبا مشيرة إلى التطور الذي شهدته البنيات التحتية اللوجيستية بميناء طنجة المتوسط الذي سيصبح أكبر محطة للنقل البحري في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. من جهة أخرى أبرزت الصحيفة النمو السريع المسجل خلال السنوات الخمس الأخيرة من قبل الشركات التي تشتغل في مجال الصناعات الفضائية مذكرة بأن رقم معاملات هذه الشركات فاق 500 مليون دولار سنة 2009 حيث أنها تشغل حاليا أزيد من 8000 شخص. وحسب السيد الشامي فإن هذا القطاع الجديد سيوفر ما يقارب 15 ألف منصب شغل بحلول سنة 2015. واعتبرت الصحيفة أن قطاع صناعات الطيران والصناعات الفضائية في المغرب سيعرف طفرة نوعية من خلال إحداث المعهد المغربي لمهن صناعة الطيران المرتقب افتتاحه مع متم السنة الجارية موضحة أن هذه المؤسسة الجديدة ستعمل على تكوين التقنيين والعاملين وأطر التدبير الكفؤة. وعبر السيد السجلماسي الذي يقر بالمنافسة التي تفرضها بلدان أخرى بأوروبا الشرقية والدول الآسيوية والمكسيك عن ثقته في كون المغرب يتوفر على العديد من عوامل التفوق من بينها توفر يد عاملة مؤهلة وطموحة فضلا عن قربه من أسواق الطيران الأوروبية مؤكدا على ضرورة استثمار هذه المميزات. وينظم معرض صناعة الطيران لفرانبورغ كل سنتين بالتناوب مع معرض صناعة الطيران بورجي (فرنسا) حيث يعتبر من بين أهم مواعيد صناعة الطائرات على الصعيد العالمي إلى جانب معارض بورجي وسنغافورة ودبي.