اعتبر البنك الدولي مدينة مراكش نموذجا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مستوى إعادة تأهيل الأحياء العتيقة،مما يساهم في انتعاش السياحة الثقافية بها. ووصف تقرير للبنك حول " إعادة التأهيل الحضري للأحياء القديمة التي تعود إلى العصور الوسطى"،نشرت مضامينه اليوم الاثنين بعمان،مدينة مراكش "بفنادقها الصغيرة الفاخرة وأسواقها الزاهية الألوان وأزقتها الضيقة"،بأنها " ظاهرة سياحية تجتذب أعدادا كبيرة من المواطنين والسياح الأجانب وتمثل نموذجا لما يتمتع به المغرب من جاذبية". وأبرز التقرير أن مواقع التراث الثقافي التي أعيد تأهيلها،يمكن أن ترفع من قيمة العقارات والمداخيل الضريبية ،ومن ثم المساعدة على تمويل الخدمات العامة. واشار الى ان الجهود المبذولة لإعادة تأهيل الأحياء العتيقة في مدن هذه المنطقة تساهم في الحفاظ على الهوية الثقافية لتلك الأحياء وتعزز المداخيل السياحية. وقال إنه " في إطار عمليات التحديث والتحول التي تمر بها بلدان المنطقة،يمكن أن تتيح المدن التاريخية عنصرا حيويا للاستمرارية والاستقرار،ويمكن لإرث الماضي أن يساعد على تنمية المستقبل". وشدد في هذا الصدد على مدى ارتباط التراث الثقافي بالتنمية الاقتصادية وأهميته بالنسبة للهوية الوطنية وتوفيره لفرص النهوض بالمجتمعات. وفي ما يتعلق بالتنمية الاقتصادية المحلية،أوضح التقرير أن السياحة الثقافية هي أكثر القطاعات الواعدة بالنسبة للاحياء العتيقة،لافتا الانتباه الى انه ليس بمستطاع جميع هذه الأحياء الاستفادة من هذه السوق. ونقل التقرير عن مديرة القطاع بوحدة التنمية الحضرية والاجتماعية للشرق الأوسط وشمال افريقيا بالبنك الدولي ،آنا بيرد ،قولها إن "الاستثمار في التراث الثقافي للمجتمعات الفقيرة والهامشية يمكن أن يحقق تغييرات جذرية في اعتمادها على الذات"،وأن " هذه التغييرات تتيح كل أنواع الفرص للسكان كي يشقوا طريقهم ويحسنوا من أوضاعهم المعيشية". وذكر البنك بأنه قدم منذ سبعينيات القرن الماضي أربعة ملايير دولار لتمويل 241 مشروعا للتراث الثقافي ،وأنه بصدد تقديم حوالي ملياري دولار لتمويل 117 مشروعا،العديد منها في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا،حيث ينشط في إعادة تأهيل مواقع التراث الثقافي منذ مطلع الثمانينيات. وفي سنة 2001 أصبحت منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا،أول منطقة من مناطق عمل البنك تصدر استراتيجية لأنشطة الحفاظ على التراث الثقافي. ونبه التقرير إلى ضرورة أن تتعرف الحكومات المعنية بشكل دقيق على الأحياء القديمة التي تملك الخصائص اللازمة لتصبح وجهة واعدة للسياحة الثقافية. وتجدر الإشارة إلى أن البنك الدولي يسعى إلى تحقيق أهداف متعددة لإعادة تأهيل الأحياء العتيقة،من بينها الحفاظ على أصول التراث الثقافي والتنمية الاقتصادية المحلية وتلبية احتياجات السكان.