( بقلم: عبد المغيث صبيح ) التألق وصناعة المجد بالملاعب الأوروبية حلم يراود العديد من نجوم كرة القدم بالبرازيل، فمنهم من تحقق له الحلم ومنهم من ينتظر، وبين هذا وذاك، شهدت الساحة الكروية البرازيلية خلال السنتين الأخيرتين عودة العديد من نجوم اللعبة إلى بلادهم لسبب أو لآخر. رونالدو وروبيرطو كارلوس وروبينيو وأدريانو وبيليتي وآخرون نجوم تألقت في سماء كرة القدم الأوروبية قبل أن تعود إلى حيث سطعت للمرة الأولى، لتبدأ فصلا جديدا من فصول التألق أو لتقاوم الأفول إن استطاعت إلى ذلك سبيلا. ويعد الظاهرة رونالدو من أبرز العائدين. فبعد مسيرة احترافية بأوروبا، لاسيما بالبطولتين الإسبانية والإيطالية، تخللتها العديد من الألقاب الأوروبية، وأخرى مع المنتخب البرازيلي، وسط صراع مثير مع لعنة الإصابات ، عاد أواخر سنة 2008 ليمارس بالبطولة البرازيلية وتحديدا بفريق مدينة ساو باولو، كورينتيانز. عودة أفضل لاعب في العالم سنوات 1996 و1997 و2002، إلى البطولة البرازيلية، جاءت بعد أن اعتقد الكثيرون، في أكثر من مناسبة، أن الإصابة، لاسيما رفقة ناديي إنتر ميلانو وإي سي ميلانو الإيطاليين، حسمت نهاية مسيرته الرياضية، إلا أن إرادة بطل العالم لسنة 2002 القوية لمواصلة المشوار كانت تبدد في كل مرة توقعات وتخوفات الكثيرين. لكن، يبدو أن هذه العودة لم تكن اختيارا، بل خيارا وحيدا أمام "الفينومينو" لاسترجاع مستواه ولياقته، وربما العودة إلى البطولات الأوروبية من جديد. بيد أن هذا الخيار اصطدم بدوره بلعنة زيادة الوزن التي عانى منها المهاجم البرازيلي رفقة فريق كورينتيانز وباءت كل مجهوداته للتخلص منها بالاستسلام. استسلام أكده رونالدو مؤخرا حينما صرح لإحدى الصحف المحلية قائلا "إن جسدي يدعوني للاعتزال". وربما لم تكن هذه الخلاصة التي توصل إليها هداف كأس العالم عبر العصور (15 هدفا) إلا تأكيدا لما كان صرح به في فبراير الماضي بشأن اعتزامه الإعلان رسميا عن اعتزاله في دجنبر من السنة القادمة، تاريخ انتهاء عقده مع كورينتيانز. ومن أبرز العائدين أيضا الظهير الأيسر روبيرطو كارلوس، الذي انتقل مطلع السنة الجارية من فناربخشة التركي إلى نادي كورينتيانز، ليجاور رونالدو مرة أخرى بعدما لعبا معا في صفوف ريال مدريد الإسباني. قبل عودته إلى البرازيل كان روبيرطو كارلوس يمني النفس بالعودة إلى الريال حيث صنع مجده على مدى 11 عاما بعدما لعب للنادي الملكي من سنة 1996 إلى 2007 ونال معه ألقاب الدوري الإسباني أربع مرات (1997 و2001 و2003 و2007) ودوري أبطال أوروبا ثلاث مرات (1998 و2000 و2002) وكأس العالم للأندية مرتين (1998 2002) والكأس الأوروبية سنة 2002 بدأ روبيرطو كارلوس مسيرته بنادي بالميراس سنة 1993 وانتقل بعد عامين لنادي إنتر ميلانو حيث لعب لموسم واحد قبل الانتقال إلى ريال مدريد ومنه إلى فنربخشة. ولدى عودته إلى كورينتيانز صرح بطل العالم لسنة 2002 أن هدفه هو المساهمة في قيادة الفريق البرازيلي إلى الفوز بكأس ليبيرتادوريس ولم لا محاولة العودة إلى صفوف المنتخب البرازيلي. بيد أن شيئا من الإثنين لم يتحقق، فالواقع كان أكبر من طموحات روبيرطو كارلوس، بعد أن أقصي الفريق في دور ثمن مسابقة "كوبا ليبيرطادوريس" من طرف مواطنه فلامينغو، أما العودة إلى المنخب البرازيلي فكانت أضغاث أحلام بالنسبة لدونغا مدرب ال"سيليساو" آنذاك. وإذا كان رونالدو وروبيرطو كارلوس قد عادا إلى البرازيل في خريف مشوارهما الرياضي، فإن حالة المهاجم روبينيو، البالغ من العمر 26 سنة، تختلف عنهما. فبعد ثلاثة مواسم مع نادي ريال مدريد، الذي قدم إليه من سانطوس سنة 2005، انتقل النجم البرازيلي إلى مانشيستر سيتي الإنجليزي، بعدما أفل نجمه بشكل كبير داخل النادي الملكي. غير أن روبينيو لم يجد ظالته في النادي الإنجليزي كما كان يعتقد، إذ لازم دكة الاحتياط خلال العديد من المباريات، ما حمله على العودة على سبيل الإعارة إلى سانطوس، ناديه الأم، في محاولة لاسترجاع مستواه وتألقه، وهو ما كان له بالفعل بعد أن قاد الفريق إلى الفوز ببطولة باوليسطا، التي تلعب على صعيد ولاية ساو باولو، وإلى نهاية كأس البرازيل. ولعل ذلك ما جعل اللاعب يعرب في أكثر من مناسبة عن رغبته في البقاء بناديه الأم بعد انتهاء عقد إعارته من مانشيستر سيتي في الرابع من شهر غشت المقبل. وبدوره المهاجم أدريانو عاد الموسم الماضي إلى البطولة البرازيلية بعد تعثر مسيرته بالدوري الإيطالي رفقة نادي إنتر ميلانو. عودة تكللت، رغم ما تخللها من مشاكل شخصية، بلقب الدوري البرازيلي رفقة فلامينغو وبالالتحاق مجددا بالكالشيو، بعد أن وقع مؤخرا لنادي روما الإيطالي. وسبق ل "الإمبراطور" أن عاد سنة 2007 إلى البطولة البرازيلية، وتحديدا لفريق ساو باولو، على سبيل الإعارة لمدة ستة أشهر من الإنتر. آخر العائدين إلى البطولة البرازيلية كان هو المدافع السابق لنادي برشلونة الإسباني، بيليتي، الذي انتقل مؤخرا من تشيلسي الإنجليزي إلى فلومينينسي، الذي يقترب أيضا من ضم لاعب الوسط، البرتغالي من أصل برازيلي، ديكو. أما صانع ألعاب فريق ميلانو، رونالدينيو، فقد كان، قبيل تجديد عقده مع النادي الإيطالي الأسبوع الماضي، على أبواب العودة إلى فلامينغو، بعد أن عبر لرئيسة النادي، باتريسيا أموريم، عن رغبته تلك خلال تواجده بريو دي جنيرو لقضاء عطلته الصيفية. عودة كانت أموريم وصفتها حينها "بالحلم الممكن"، قبل أن تعلن لاحقا عن "تأجيل" هذا الحلم إلى غاية انتهاء عقد النجم البرازيلي مع الفريق الإيطالي.